سوف أصنع لك وطن ...
إيمان سيف الدين
لم أحس في حياتي بمثل مرارة هذه المسافة العذاب .. إنها تفتح النار في حقل الذاكرة .. أفكر فيك .. و أخاف
و لا أستطيع تحديد مخاوفي حتى
إنها رموز مجهولة هلامية
لكنها جميعها تجعلني خائفة عليك .. لا
بل مشفقة على نفسي و انا لا حيلة لي .. حتى ان أمسك يدك لأبدد الضباب في صليل الزوبعة .. لأُهدئ روع الأمنيات في زمن كساد الأحلام ... لأدوزن الأغنيات في سمفونية الحزن الطويل ...
يجب ان تخرج منك هذه المدينة الرماد ... خروج يفضي بك إليّ ...
لا تدع هذه المدينة تخطف منا آخر ما لدينا ... أحلامنا .. إذ لم يبق لنا غير الذاكرة و الحلم
و الذكريات مبعثرة في اشلاء تلك المدن العذاب ... تفقد كل ما لديك في المسير ... و يبقى الحلم هو البوصلة التي تشير إلى المدينة التالية .. لعلها تكون آخر المزارات ... لم أنجو من هذاالرحيل ... و لكني فقط أستطعت ان احرر عقلي و ان أسور قلبي بياسمينك ،،، و هذا كل ما نملك و كل ما نستطيع حمله من مدينة لأخرى ... هو الزاد الذي سيبقينا قيد الحلم ...
كل شئ لا يهم ... طالما تتقاذفنا هذه المنافي في عبثية الارتحال القسري ... فأينما نكون سوف تتقد عقولنا يراعات في الظلام و قلوبنا مشاعل للحب ... تتقدان .. بكل ما تحويه من أفكار و ذكريات و آمال كبيرة ... و إن هذه التجربة في ذاتها ... كفيلة ان نصنع منها وطن من حلوى ،، نسكنه و نوطن الحب فيه للقادمين و الراحلين و نجعله وطن لا يعبأ بهويات السفر و لا باللون أو اللغة او هذه الأشياء التي من كثر ترحالنا صرنا الغرباء الأكثر إنتماء ... المهاجرين الأكثر عشقاً للوطن ... الراحلين الأكثر ذهاباً في دروب الوطن ...
سوف اصنع لك وطن من حلوى و مني .. وطن تستطيع ان تتمدد فيه قدر اشتهاء الراحة ... وطن بشبهك في الملامح ... وطن يتحدث أبجديتك الصارخة في الحق .. العادلة في الميزان .. الصادقة في الحب .. وطن يحوي كل المشردين و الموجوعين .. لا يسألهم من أين اتيتم و لا إلى إين تذهبون ... سوف اصنع لك وطن من دمائي ...نابض بالحياة ... يسمح لك ان تتكئ تحت ظلال النيم جزلاً .. لا تزعجك صافرات القطار أو دموع المودعين ... وطن تصدح أطياره غير آبهة بالجنود ... وطن لا نخشى ان نعانق الشمس أو نغازل فيه القمر ... وطن يفرد جناحيه للعاشقين ... وطن يحتمل رفصتنا الأولى .. كلماتنا و انتشاء القصائد حين تغني الفتيات لحن عند الغدير ... فرح المياسم حين يقبل النحل الورود ... فرح الزغاريد حين حصاد ...
سوف اصنع لك وطن من قلبي .. وطن لك وحدك .. يحتمل فرحك و حزنك يحتمل ذكرياتك و حضورك .. لا بعبأ بالتفاصيل الصغيرة ... وطن بين أطرافه الحب و السلوى ... و النيل و الخلوة .. و العشق و السلوى ...
سوف اصنع لك وطن ...
و لا أستطيع تحديد مخاوفي حتى
إنها رموز مجهولة هلامية
لكنها جميعها تجعلني خائفة عليك .. لا
بل مشفقة على نفسي و انا لا حيلة لي .. حتى ان أمسك يدك لأبدد الضباب في صليل الزوبعة .. لأُهدئ روع الأمنيات في زمن كساد الأحلام ... لأدوزن الأغنيات في سمفونية الحزن الطويل ...
يجب ان تخرج منك هذه المدينة الرماد ... خروج يفضي بك إليّ ...
لا تدع هذه المدينة تخطف منا آخر ما لدينا ... أحلامنا .. إذ لم يبق لنا غير الذاكرة و الحلم
و الذكريات مبعثرة في اشلاء تلك المدن العذاب ... تفقد كل ما لديك في المسير ... و يبقى الحلم هو البوصلة التي تشير إلى المدينة التالية .. لعلها تكون آخر المزارات ... لم أنجو من هذاالرحيل ... و لكني فقط أستطعت ان احرر عقلي و ان أسور قلبي بياسمينك ،،، و هذا كل ما نملك و كل ما نستطيع حمله من مدينة لأخرى ... هو الزاد الذي سيبقينا قيد الحلم ...
كل شئ لا يهم ... طالما تتقاذفنا هذه المنافي في عبثية الارتحال القسري ... فأينما نكون سوف تتقد عقولنا يراعات في الظلام و قلوبنا مشاعل للحب ... تتقدان .. بكل ما تحويه من أفكار و ذكريات و آمال كبيرة ... و إن هذه التجربة في ذاتها ... كفيلة ان نصنع منها وطن من حلوى ،، نسكنه و نوطن الحب فيه للقادمين و الراحلين و نجعله وطن لا يعبأ بهويات السفر و لا باللون أو اللغة او هذه الأشياء التي من كثر ترحالنا صرنا الغرباء الأكثر إنتماء ... المهاجرين الأكثر عشقاً للوطن ... الراحلين الأكثر ذهاباً في دروب الوطن ...
سوف اصنع لك وطن من حلوى و مني .. وطن تستطيع ان تتمدد فيه قدر اشتهاء الراحة ... وطن بشبهك في الملامح ... وطن يتحدث أبجديتك الصارخة في الحق .. العادلة في الميزان .. الصادقة في الحب .. وطن يحوي كل المشردين و الموجوعين .. لا يسألهم من أين اتيتم و لا إلى إين تذهبون ... سوف اصنع لك وطن من دمائي ...نابض بالحياة ... يسمح لك ان تتكئ تحت ظلال النيم جزلاً .. لا تزعجك صافرات القطار أو دموع المودعين ... وطن تصدح أطياره غير آبهة بالجنود ... وطن لا نخشى ان نعانق الشمس أو نغازل فيه القمر ... وطن يفرد جناحيه للعاشقين ... وطن يحتمل رفصتنا الأولى .. كلماتنا و انتشاء القصائد حين تغني الفتيات لحن عند الغدير ... فرح المياسم حين يقبل النحل الورود ... فرح الزغاريد حين حصاد ...
سوف اصنع لك وطن من قلبي .. وطن لك وحدك .. يحتمل فرحك و حزنك يحتمل ذكرياتك و حضورك .. لا بعبأ بالتفاصيل الصغيرة ... وطن بين أطرافه الحب و السلوى ... و النيل و الخلوة .. و العشق و السلوى ...
سوف اصنع لك وطن ...