التقى مبعوث خاص من وزارة الخارجية الإسرائيلية و مسؤولين سودانيين في إطار محاولة لتجديد الحوار بين البلدين.
و أكد المراسل الدبلوماسي للقناة العاشرة الإسرائيلية الصحفي “باراك رافيد” عبر حسابه على موقع التدوينات “تويتر” أن اجتماعًا سريًا عقد في اسطنبول العام الماضي، حسب ما أكد مصدر مطلع عن الاجتماع لـ “باراك”.
و أفاد “باراك” في لقائه بأن عداءً عميقاً بين البلدين إمتد على مدى العقود القليلة الماضية، على الرغم من أن إسرائيل لم تعين “السودان” كدولة معادية بشكل رسمي.
ولفت “باراك” في حديثه بأن “إسرائيل” تعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي لا يسمح “السودان” لمواطنيها بالزيارة القانونية، حيث كان السودان يستضيف مقراً لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” كما كان حليفاً “لإيران” ، لكنه بدأ منذ عام 2014 ينأى بنفسه عن “طهران” ويتحرك باتجاه المملكة العربية السعودية .
وردًا على ذلك، بدأت إسرائيل في عام 2016 بالضغط بهدوء على أعضاء الكونجرس الأمريكي والاتحاد الأوروبي لتعزيز المساعدات الاقتصادية للسودان.
وحول كواليس الإجتماع، كشف “باراك” النقاب عن توكيل الإسرائيليين لدبلوماسي رفيع المستوى – رفض ذكر إسمه- و هو مسؤول عن العلاقات مع البلدان التي لا تقيم “إسرائيل” معها علاقات دبلوماسية لتولي ملف “السودان”.
في حين أرسل “السودانيون” إلى الاجتماع مساعدًا كبيرًا لرئيس المخابرات آنذاك “محمد عطا” و الذي يشغل الآن منصب سفير السودان في واشنطن.
و عقد اللقاء السري في مكتب بالعاصمة التركية “اسطنبول” لرجل أعمال تركي وأحد المقربين من الرئيس السوداني “عمر البشير”.وصرح “باراك” للقناة العاشرة الإسرائيلية بأن ذات المصدر الذي أطلعه على الاجتماع، كشف له أن الإسرائيليين والسودانيين ناقشوا ارتفاع درجة حرارة العلاقات بين الدولتين، والمساعدات الإسرائيلية المحتملة للسودان في مجالات الطب والزراعة والاقتصاد .
وقال في حديثه مع القناة: “لم ينكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية هذا الكلام وقال لي: “لا تعليق””.
و قال “باراك” في تغريدة له عبر “تويتر” بأن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أخبره أن إسرائيل على اتصال مع “السودان” لبعض الوقت، لمعرفة ما إذا كان من الممكن تجديد العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العربية-الإسلامية.
وقال المسؤول إن القضية نوقشت في اجتماع بين
رئيس الوزراء “نتنياهو” ورئيس تشاد “إدريس ديبي” الذي وصل إلى “إسرائيل” هذا الأسبوع في زيارة تاريخية بعد خمسة أشهر من المحادثات السرية بين البلدين، حيث أعلن “ديبي” في مؤتمر صحفي عقب إجتماع مغلق مع “نتنياهو” بإنه على استعداد لتشجيع السودان على تعزيز العلاقات مع إسرائيل، وعلى أن تعمل بلاده كوسيط بين البلدين.
و في السياق ذاته، علق وزير الإعلام السوداني “بشارة جمعة” رداً على اللغط الدائر في الشارع السوداني خلال الأيام الماضية، حول قبول الخرطوم التطبيع مع تل أبيب.
حيث قال “جمعة” في مؤتمر حول مكافحة المخدرات في الخرطوم إن: ” العداء بين السودان ودولة إسرائيل، عداء فكري وديني مستمر إلى أن تقوم الساعة”.
كما أكد رئيس القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم “عبد الرحمن الخضر” أن ما يتناوله الشارع السوداني من أنباء حول التطبيع مع إسرائيل هو شائعة، كما نفى أن يكون الحزب قد ناقش قضية التطبيع من أساسها.