وفضحت الوثيقة سلوك التنظيم النفعي، الذي يسعى لقصر تحقيق المكاسب على "الأهل والعشيرة" فقط، دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى.
وتضمنت الوثيقة أمرا مباشرا وصريحا لكافة الوزارات والجهات المعنية، بأن يقتصر التعيين والترقية في الوظائف الحكومية، ومنح عقود الأعمال والفرص التجارية، فقط على المنتمين للتنظيم.
وأكدت يسرية الحسن لـ"سكاي نيوز عربية"، صحة الوثيقة التي وجدتها في مطلع العام 1990، أي بعد أشهر قليلة من انقلاب الجبهة الإسلامية على الحكم في يونيو من عام 1989.
وأوضحت الحسن أنها وجدت الوثيقة في مكتب مدير مكتب والي ولاية شمال كردفان آنذاك، قبل البدء في حملة شرسة استهدفت كل من لا يدينون بالولاء لتنظيم الإخوان.
وكانت تلك بداية ما عرف بـ"تنفيذ سياسة التمكين"، التي تم بموجبها تشريد الآلاف من الموظفين الأكفاء واستبدالهم بمنسوبي التنظيم الفاقدين لأبسط معايير الكفاءة والتأهيل الوظيفي، مما أدى لاحقا إلى الانهيار الكبير الذي شهدته الخدمة المدنية في السودان.