الإعلام لدارفور - موقع الحوش نيوز

موقع الحوش نيوز

موقع الحوش نيوز

اخر الأخبار

اعلان

ضع إعلانك هنا

اعلان

إعلانك هنا

Sunday, August 2, 2020

الإعلام لدارفور

طرق النضال كثيرة والإعلام كان ويظل واحد من أهم الأسلحة. وتأكدت أن أهل دارفور يحتاجون الإعلام أكثر من غيرهم. وهنا أخص عكس ما يحصل بالضبط اي الحقيقة فقط. ويري الكثير من الناس ان عكس الواقع كما هو يأجج نار الفتنة. ولكن ما تناسوه ان صمتهم يقوي المجرم ويحثه على ممارسة جرائمة والعمل على الإفلات من العقاب.
انا عبر تجربة إعلامية إمتدت سنين وحالي كما تشاهدوه في الصورة. كنت أجوب القري وأتابع أماكن قصف الطيران بل انا لم أسلم من القصف ايضا وحتي إقتربت كثيرا من المعارك ووجدت نفسي داخل في كم معركة. وثقت العديد من الإنتهاكات. وبقدر أمنياتنا أن نكون رسل سلام يجب أن نعلم أن إخفاءنا للحقائق لا ينصف الضحايا ولا يمهد لسلام ولا مصالحة بل هو مساندة للقاتل.
خلال جولتي في قري الإبادة والفرقان تعرفت على أماكن كثيرة الكثير منا لا يعلم عنها. وإحتاج للكثير من الوقت لسرد اي حدث بتفاصيله لأي موقف لأي شخص و ما يدور. لأصف حال مناطق لا تعرف ماهو السودان ولا تعرف كيف تنام وتصحي المدن . اماكن منفصلة عنا تماما وتصل لقناعة أنك لست وحدك فالسودان كبير.
تعرفت على القبائل بدارفور وأخري لم أسمع بها من قبل.
توغلت الي زيارة الجبال، الصحاري، السهول، الهضاب، المزارع، المراعي، وادغال، عايشت أشياء لم اتخيلها يوما،
حيث اصطدت الغزلان في الصحراء واكلت البعشوم في الأدغال وشرب البخو في الإحتفالات واكلت ام تلاتة مع الثوار وبحثت عن الماء في العيون البعيدة وبحثت عن الملاجئ في الكراكير. وسرت بارشاد النجوم . وخدعني ابو لمبة، وخيطت لستك العربة بالشوك. ولعبت الهجوري .
وتنقلت شرقا غربا جنوبا شمالا ، موسم الخريف في الادغال والبعوض والوحل والليل والمطر، والصيف والصحراء وضب الصحراء يحاول ان يحضنك من حر الشمس وبروده الليل وجفاف الجلد. وموسم الشتاء وحطب النار في الصباح والمساء والشاي الأخضر .
لا رحمة لطياري الأنتينوف وانت تسمعهم عبر الاف ام يحرقون القري والمواشي ويضحكون و ولا عذر للجنجويد وهم يهجمون على الابرياء في الصباح الباكر.
معسكرات النازحين إمتلئت هناك معسكرات على سفوح جبل مره لا أحد يعرفها وهناك اخري جاورت القري في شمال دارفور لا احد يعرفها ومثلها في غرب دارفور وجنوب دارفور.
وأكثر منطقة بها نازحين غير معروفة تماما مازلت اتذكرها للأن هي منطقة في جبل عال مسطح عرضه حوالي ٢كيلو على ١كيلو تقريبا تقع بين كاتور ودربات بشرق جبل مره منطقة عالية لأصل اليها عانيت جدا ولكن ما سهل وصولي هو قوة الكروزر التي صنعتها اليابان.
في هذه المنطقة المكتظة الحياه تختلف تماما بكل تفاصيلها وحتي انا الذي زرتها لايمكن ان اتمكن من وصفها كل شئ غريب وانت بلبسك غريب ايضا بالنسبة لهم.
لا يعلمون عن باقي السودان او العالم سوي الأعداء. فهم بسطاء لا يدركون ان العالم كبير وواسع حياتهم بسيطة وتفاجأوا بعدو خارجي لا يعرفون ماذا يريد منهم.
ومعلومة العرقي وأخص عرقي العشر كان منغذ لجوعنا عند انقطاعنا في إحد الرحلات لمنطقة لا تعرف رفاهية العشاء ولا لذه الفطور ولا طعم الشاي.
يبحث أهلها في جهور النمل ليجدوا ما خزنه من عيش او يبحثوا عن الكريب بين القش او عن ابو شوك ليصطادوه ولقلة الماء يبحثوا عنه في لحاء بعض الأشجار.
فأي وطن نتحدث عنه .قناعتي ان الوطن هو ما يحتويك ولا ينبذك،
والسلام لا يتحقق بالأمنيات بل بالعمل
والسلام المفروض ما هو الا تأجل للمعارك للغد
السلام يبني تدريجيا بالعمل
وما يحتاجه الناس
الكثير ..... الكثير.
مهندس خالد محمد أحمد
مدير قناة الحوش

اعلان

إعلانك هنا