الغابة التاريخ والرجال الكنز الثمين

 

الغابة التاريخ والرجال الكنز الثمين

كتبن: عواطف عبداللطيف

لاستلم كتاب " الغابة والرجال " لمؤلفه عبدالرحيم الشيخ محمد خير ظللت مرورا منتظما علي جناح دار المصورات المشارك ضمن معرض الدوحة للكتاب ٣٢ هذا العرس الثقافي الذي يحج له الكثيرون ..

وللحقيقة منذ ان امتلكت كتاب ساتي ماجد شيخ الاسلام بامريكا للبروف عبدالحميد محمد احمد لم يقع بيدي كثير توثيق تاريخي مجتمعي محكم ودقيق من نواحي الاقليم الشمالي الغني بارثه وتراثه وانسانه غير هذا الكنز عن مدينة الغابة التي أعرفها لجذورنا المتفرعة من دنقلا العجوز القدار وناوا والباجة والمقاودة والقولد وامنتقوا الخ والغابة تحديدا مررت بها كثيرا حيث ينقلنا البنطون للقدار لكن السنة الماضية عقدت العزم لدخول منازلها ..

كم هي رحلة ماتعة ما زلت استنشق رحيقها ورئحة البن في ضل الضحوية جوار الحاجة فاطمة زوجة طيب الذكر العقيد عبدالجليل محمد طمبل وال نقدالله وال كشكش الذين ارتبطت بهم بعلاقات كمجرى الدم في العروق ..

والغابة التي احكم توثيقها أحد نبلاء الغابة تسكن باحدي ضفتي النيل كعروس في كمال جمالها أرضا وانسانا والكتاب ذو نكهة خاصة لابرازه لسيرة نساؤها جنبا لرجالاتها الافذاذ منذ ثورة المزارعين قبل استقلال السودان ولعل مشروعها الزراعي ونهضتها المجتمعية انموذج للبناء والتعمير الذي امسك مقوده ووثق لسيرتهم عبدالرحيم الشيخ في جزئين اكثر من خمسمائة صفحة لكل منهم لهذه الغابة الولود بالولاية الشمالية غرب دنقلا العجوز محلية الدبة والتي تقول الحكايات انها كانت في العهد الفرعوني سوقا كبيرا يباع فيه الريش وسن الفيل والجمال كملتقي تجاري بين الشمال والجنوب علي النيل ولكثافة غاباتها ولخصوبة تربتها جاء اسمها حيث تقع في مصب وادي هور وسكانها خليط بين العرب والدناقلة والبديرية والشايقية والجعليين والعبدلاب والفونج والكبابيش و بها اقدم وأعرق مشروع زراعي والتمور محصولها الرئيسي وشتي انواع الفواكة ومدرستان ثانوية احداهما اكاديمية والاخري تجارية وثانوية للبنات ومدارس اساس بنين وبنات. ومن أحيائها .. الباجا - اب عكاز - جبرونا - غرب دنقلا قبلي - حلة ودستنا - عرب نارتي - حي السوق - ودياب - حلة السيد - ابقوسي ..

 

وذكر المؤلف وبحبره السيال وذاكرته النابهة انني متيم بحبها وعاشق ولهان لانسانها ومدين لرجالها ونسائها الاماجد لذلك اليت علي نفسي ان اترجم هذا الحب بتسطير الصفحات عنً كل جغرافيتها واقتصادها ومساجدها ومسيدها وتقاليد وملامح انسانها وصفاته واجتماعاتهم ونهضتهم العريقة والمجلد الاول قدمه بروف قاسم عثمان نور وبحديث تاريخي عن دنقلا العجوز حاضرة مملكة المقرة المسيحية وبواكير الدعوة الاسلامية ولم يغفل المؤرخ جمال الخلق والمنبت لانسانها ..

و وثق لشخصيات عرفتهم عن قرب طيب الذكر د. حسن كشكش بحكم صداقتي لزوجته سونا عقباوي حيث عمل مستشار رئيسي وممثل لمنظمة الصحة العالمية بالدوحة وهو صديق لابن خالتي د . صالح محمد عثمان بالامم المتحدة بنيروبي والقطب الاتحادي الحاج عبدالله كيري ويقال انه كلما كان الزعيم الازهري يلقي كلمة يقاطعه ( يا ريس لا تاخذنا كيري ساكت ) فظل الريس لا يبدا حديثه الا يسال اين كيري .. واذكر انني زرته بمستشفي حمد بالدوحة وهو تحت اشراف ابنه النطاس د . عبدالحميد كيري استشاري الاعصاب المشهور والذي قضينا برفقته جولة باول مستشفي للعظام بانجلترا انشئت بعد الحرب العالمية فحكي لي العم كيري انه ذهب لزيارة رئيس القضاء بقطر القانوني الفاتح عووضة وحينما رن جرس فيلا عووضة جاءه الحارس وذكر له انه نائم فطلب منه ورقة كتب عليها " والله لراكوبة بحمور أجمل من منزلكم هذا " وما ان استلم عووضة الوريقة الا وقفز من سريره ليلحق بكيري حافي القدمين حأسر الرأس .. أكرم الله مرقدهم اشاوس علماء حافظي القران والماسكين بالقلم العارفين لقدر الرجال ويكفي الغابة ان تكون أم السباح العالمي السلطان كيجاب زوج قريبتي مشاعر ساتي ماجد القاضي ..

وبارك الله جهدكم صناعة هذا الكنز العظيم واحسب انكم قد سبقتم الكثيرون بفعل رشيد يماثل مسجد دنقلا العجوز ارثها وثقافتها وشكرا مرة اخرى للاستاذ عبدالرحيم الشيخ محمد خير خريج جامعة القاهرة والحائز علي ماجستير المحاسبة والادارة المالية من الولايات المتحدة الامريكية ٢٠٠٢ والمستشار المالي بالمملكة السعودية .. ونتمنى ان يحذوا العارفين بتاريخ الاسر والارض ليوثقوا كما فعل الاستاذ الشيخ اكرم الله فكره الناضج وامانة التوثيق بالصورة والقلم في كتاب هو كنز غني وممتع وفي وقت تمحوا الحرب اللعينة ذاكرة الوطن .

Awatifderar1@gmail.com