الكتابة خارج الدائرة!

 

الكتابة خارج الدائرة!

بقلم: محمد هارون عمر

 

لا تصل الفكرة أو الرأي إلا عن طريقين الكتابة والحديث. ولخطورة الكتابة.. كان هذا العصف.. كتّاب الرأي والصحفيون. يقع عليهم عبء التنوير لزيادة وعي الشعب في مثل هذا الظرف الإستثنائي المدلهم. المعقد و الملبد بغيم الريبة والتوجس بل والرعب.. هناك إنقسام حاد.. فهناك من يدعم الجيش وآخرون يدعمون الدعم السريع وتيار ثالث لا مع هذا ولا ذاك وهو التيار الذي يدعم السلام ويطالب بإيقاف الحرب..

هناك من يكتب بعقلية مشجعي الهلال والمريخ ( التعصب الأعمى) هناك تجريح وإساءة باقذع الألفاظ شتم وسب ولعن وتخوين. وفي الحقيقة هناك عوامل سياسية وإقتصادية وإجتماعيةوثقافية تجعل المرء ينحاز لكتلة بعينها أو يتادلج. بادلوجة يقدسها، ولا غضاضة في ذلك، الصحفي الحصيف يدافع عن وجهة نظره ويدحض آراء الآخرين مقارعة الحجة بالحجة دون التطاول وإدعاء معرفة الحقيقة المطلقة.. وأيضا كاتب الرأي يجب أن يركز على القضايا الوطنية الكبرى بتبئير عميق وحصيف..

وليس بمعاول وأدوات الحزبية الضيقة فالحزب جسر أو أداة لتنزيل الأفكار لخدمة الوطن.فليس هو الغاية بل وسيلة. هناك من يعبد صنمًا اسمه حزبه.. فالوطن في مثل هذه الحالات يحتاج لعصف ذهني من كل القوى السياسية، لتخطي هذه الحالة والنازلة والمحنة.. القوى السياسية لديها مفكرون ومنظرون.. لكن تأثير الصحافة على الرأي العام أكبر واعمق.. عليه المرحلة تتطلب توظيف الفكر السياسي لحل هذه المعضلة. المفكرو ن والصحفيون والصحفيات وكتاب وكاتبات الرأي ..

وكل هواة الكتابة ومن. خلال الصحافة الإلكترونية والواتساب وكل وسائل التواصل الاجتماعي ينبغى أن توظف ملكاتهم وثقافاتهم وإطروحاتهم. الفكرية لتقريب وجهات النظر.. أما مثل هذه العنتريات التى اتسعت وانداحت فهي تغبش الوعي و َتضطرم نيران الفتن فلن تفضي إلا للشقاق والصراع ومساوىءالاخلاق . والخاسر الأكبر هو الوطن.. الجريح. لابد أن يسهم الفكر والفن والأدب في التركيز على قضايا الوطن الكبرى ومن ضمنها هذه الفتنة..

وهذا لن يتأتي إلّا بالوسطية لانجاز مر احل السلام والوئام التطرف لايبني دولة لماذا لانستفيد من تجربة رواندا في المساومة التاريخية لكيلا ينزلق الوطن لمستنقع التشظي والانشطار والانقسام الاميبي.. لايجوز الكتابة والرسم واللحن. خارج الدائرة الوسطية الوطنية ولا يجوز التغريد خارج السرب ولا القفز خارج بؤر الأحداث! كم انبعثت الحمم والقذائف والقنابل من أفواه الأقلام الجامحة والجانحة والشاطحة.. فلنتق الله في الوطن. ما أجمله! قال الشاعر الأمويّ نصر بن سيار.:

إني أرى تحت الرماد ميض نار
فاخشى أن يكون لها ضرام
فأن النار بالعودين تُزكى
وإنّ الحرب أولها كلام.
وقلتُ من التعجت ليت شعرى أإيقاظ أمية أم نيام.
فلنضع السودان بدل( أميّة) لتكتمل الصورة!