الجنرال يتحرى الكذب
بقلم: فتحى الضو
بعد خروجه من مخبئه توجه الجنرال البرهان نحو مدينة عطبرة قبل ان يواصل مسيره الى مدينة بورتسودان. قليلون تساءلوا لماذا عطبرة بينما كثيرون انشغلوا بالطريقة التي خرج بها، فيما لا طائل يجنى من ورائه.
وتزامنا مع الخروج نفسه كرر الجنرال نفيه القاطع بوجود أي علاقة بينه وبين الاسلامويين وكذا مجريات الحرب المأساوية الدائرة، طامحا الى تجريد ذاته من أي طموحات في السلطة. وهو في الحقيقة زعم لم يقنع أحدا، وذلك لسبب بسيط يشير الى تناقضه مع ما هو ماثل أمام العين.
ليس موضوع الحرب وحده فقد سبق وذكرنا مرارا وتكرارا ان انقلاب 25 اكتوبر كان بمثابة الانقلاب الثاني للحركة الإسلاموية باعتبار ان ما حدث في يونيو 89 كان الاول. ومنذ ان تربع الجنرال قبل أربع سنوات على عرش السلطة على حين غفلة، ظل يمارس هوايته في الكذب بكل وقاحة وبلا حياء.
ولأن الكذب حبله قصير كما نقول في أمثالنا الشعبية الدارجة، كشف الفيديو أدناه اسباب توقفه في مدينة عطبرة حيث عاد في مشفاها من سمي بقائد كتيبة البراء بن مالك واسمه المصباح ابو زيد طلحة الخير ويظهر في الفيديو الوحيد الذي عانقه الجنرال بينما قيل ان الزيارة لجرحى القوات المسلحة والمزار لا قبل له بها كما هو معروف. وكان المزار ايضا قد أصيب في امدرمان ونقل بمروحية الى عطبرة تزامنا مع وجود هاربي سجن كوبر فيها.
اما الفيديو الثاني لمزيد مما خفي وكان اعظم اذ يؤكد ترتيبات الكتيبة في الحرب الى جانب الجنرال وجنوده، والذي تلجلج في التفاسير ما بين عطبرة وبورتسودان والقاهرة وفي الاخيرة هذه عاوده الكذب ليظهر كداعية سلام،ناسيا مثلا صادقا ينطبق عليه يقول (اذا كنت كذوبا فكن ذكورا).
فمتى يرعوي جنرال (البدروم) وجنرال (الخلاء) الاخر الذي ما يزال رهين محبسه.
