عصب الشارع - صفاء الفحل
عندما تطارد اللعنات الكيزان
الزميلة الصحفية التونسية الرائعة كوثر البشراوي وهي لمن لايعرفها كانت من أكثر المدافعين عن حزب النهضة والحركة الإسلامية في تونس والوطن العربي بصورة عامة قبل ان تنقلب علي تلك المناصرة وهي تحمل تبريرات لذلك الانقلاب الطبيعي فهي تقول بأنك إن دخلت في وسط هؤلاء المتاسلمين إما تتحول إلى لص وكاذب وقاتل ولا أخلاق لك إما أن تهرب منهم فتصبح بذلك عدوهم الأول وسيتركون جميع الأعداء ويبداون في محاربتك فأنت الأخطر لأنك تعرف جميع اسرارهم من الداخل ويقع عليك حكم الردة في الإسلام وتواصل بأنهم سيستخدمونك عندما يكونوا في المعارضة ولكن بمجرد التمكن من السلطة سيرمون بك بلا رحمة
واليوم بدأ (كيزان) السودان هجوما كاسحاً على نصيرهم السابق ورئيس لجنتهم الأمنية عبدالفتاح البرهان وصل إلى حد تصريح رئيس حزبهم المحلول غندور بأن (إغتيال) البرهان سيعجل بإنتهاء الحرب الدائرة وهو تصريح خطير يحمل العديد من الأبعاد والمعاني أولها أن الرجل قد أدرك (أخيراً) خطورة المخطط الكيزاني علي مستقبل البلاد ومن الواضح انه تراجع عن الإستمرار في دعمه وهذا يفسر سر إبتعاده واختفائه خلال الفترة الماضية ومحاولات الكيزان تلميع ياسر العطا ليحل محله متجاوزين (الكباشي) الذي يدعم علي مايبدو البرهان في هذا التحول.
هذا التحول في المواقف يدعم (نظرية) أن الكيزان لا صديق لهم وأنهم يمكنهم التضحية بأي من كان في سبيل الوصول إلى السلطة كما إنه من الواضح أن الكيزان قد بدأوا يلفظون أنفاسهم الاخيرة رغم التعنت الذي يمارسونه والتمسك باخر الخيوط على اعتبار أن سقوطهم سيكون مدوياً وهم يشهدون العديد من مدن البلاد (تلفظهم) وتقدم ضدهم الدعاوي الجنائية وأوامر القبض تطاردهم أينما حلوا، والتظاهرات ضدهم تنطلق معلنة أن الوعي الثوري مستمر وأن عودتهم أصبحت من ثامن المستحيلات وأن أحلامهم صارت كالغول والعنقاء والخل الوفي
لقد ظللنا ضد البرهان ولجنته الامنية منذ إنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر ولكننا اليوم نشفق على مصيره ونطالب المجموعة الكيزانية التي تسيطر على اللجنة الأمنية اليوم بالافصاح عن مصيره من خلال (تسجيل مرئي) فقد بدأ الشك يتسرب بانه في الإقامة الجبرية أو ربما تمت تصفيته كما إننا ننقل رسالة لمن يعتقد بأن نبوءة (صدام حسين) ستتحقق فيه بان العاقل من اتعظ بغيره
عصب اخير ...
قلبي معهم في آخر العصب
فقد بثت قناة DW الألمانية تقريرا تحت عنوان (هذه إهانة للبشرية) نقلت فيه صورا للاجئين من غرب البلاد يرتعشون من البرد في مخيمات اللجوء بتشاد وهم يواجهون الشتاء باجسام عارية وبلا خيام أو مايمكن أن يختبئون خلفه، وهو في الواقع عار فعلا ليس علي المجتمع الدولي وحده بل على قادة مليشيا الدعم السريع وفلول القوات المسلحة في المقام الأول والتاريخ لن ينسى مافعلوه بالوطن ابداً ....
ولا مناص من استمرار الثورة
والقصاص يظل أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة
