تواجه مئات الأسر النازحة في وحدة "أم سدرة" بمحلية أم كدادة أوضاعًا إنسانية مأساوية، نتيجة لتفاقم أزمة الغذاء والماء وتدهور الخدمات الصحية، في ظل استمرار تدفق النازحين إلى المنطقة بعد الأحداث الدامية التي شهدتها محلية أم كدادة في أبريل الماضي.
وتشير التقارير الميدانية إلى أن النازحين – ومعظمهم من النساء والأطفال – يعانون من شح بالغ في الغذاء وندرة حادة في المواد الاستهلاكية الأساسية، فضلاً عن انعدام شبه تام في خدمات المياه الصالحة للشرب والرعاية الصحية، الأمر الذي أدى إلى انتشار أمراض سوء التغذية وسط الأطفال دون سن الخامسة.
معاناة مضاعفة للأطفال والنساء
ويعاني الأطفال في "أم سدرة" أوضاعًا صحية حرجة، إذ أظهرت الفحوصات الأولية إصابة أعداد كبيرة منهم بسوء تغذية حاد، نتيجة لانعدام الغذاء الكافي، وغياب الحليب والأغذية العلاجية. كما تعاني الشابات والفتيات من نقص مستلزمات الصحة الأساسية، وسط بيئة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة.
جهود محلية محدودة لا تكفي
وفي ظل غياب الدعم الدولي، تعمل غرفة طوارئ "أتك" على تقديم جزء محدود من المساعدات الإنسانية، شملت بعض المواد الغذائية للأطفال ودعمًا بسيطًا للاحتياجات الخاصة بالشابات، إلا أن تلك الجهود لا تزال محدودة ولا تفي بحجم الكارثة التي يعيشها أهالي المنطقة.
مناشدة دولية عاجلة
باسم الإنسانية، يناشد النازحون في "أم سدرة" المنظمات الدولية والإقليمية، وعلى رأسها منظمات الأمم المتحدة، والهلال الأحمر، ومنظمات الإغاثة الدولية، بالتدخل الفوري لتقديم الغذاء والماء والرعاية الصحية العاجلة، قبل أن تتفاقم الأوضاع وتتحول إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق.
كما تدعو شبكة أخبار شمال دارفور الجهات الخيرية الوطنية والدولية، إلى التحرك العاجل لمد يد العون للمتضررين في أم سدرة، خاصة وأن المنطقة تستضيف أعدادًا كبيرة من النازحين القادمين من مدينة "ام كدادة " والقرى المجاورة، والذين فروا من العنف والنزاعات المسلحة بحثًا عن الأمان.
إن ما يجري في "أم سدرة" اليوم ليس مجرد أزمة محلية، بل نداء إنساني يستوجب التضامن والاستجابة السريعة من كافة الجهات المعنية محليًا ودوليًا، لإنقاذ حياة مئات الأسر التي تواجه شبح الجوع والمرض والعطش.
شبكة اخبار شمال دارفور NDN
