البيان الختامي لـ« منتدى الشباب السوداني» يؤكد رفضه الحرب كوسيلة لحل النزاعات السياسية - موقع الحوش نيوز

موقع الحوش نيوز

موقع الحوش نيوز

اخر الأخبار

اعلان

ضع إعلانك هنا

اعلان

إعلانك هنا

Thursday, July 3, 2025

البيان الختامي لـ« منتدى الشباب السوداني» يؤكد رفضه الحرب كوسيلة لحل النزاعات السياسية


انعقد منتدى الشباب السوداني في مدينة كمبالا، عاصمة جمهورية أوغندا، في الفترة من 24 إلى 26 يونيو 2025، بدعوة من الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة الإيغاد و بدعم من مركز الحوار الانساني (HD) ، وبمشاركة واسعة من المبادرات والمجموعات الشبابية السودانية من داخل البلاد وخارجها، في لحظة وطنية فارقة يمر فيها السودان بواحدة من أسوأ أزماته الإنسانية والسياسية، نتيجة الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.

جاء هذا اللقاء استجابة لحاجة جماعية ملحة لإعادة تنظيم الفعل الشبابي، وبناء أرضية سياسية مشتركة  تعبّر عن جيلٍ تحمّل عبء الحرب وتبعاتها الكارثية ،  جيلٍ يتطلع إلى لإنهاء الحرب ، وقف شامل وفوري لإطلاق النار، واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي، وبناء دولة المواطنة والعدالة .

خلال الجلسة الافتتاحية، خاطب المنتدى ممثلو الاتحاد الأفريقي، والإيغاد، والاتحاد الأوروبي، حيث أشادوا بدور الشباب والشابات في ثورة ديسمبر المجيدة التي ألهمت العالم بسلميتها وطابعها المدني، مؤكدين على أهمية أن يكون للشباب/ات دور فاعل في أي عملية سياسية قادمة، باعتبارهم الضامن الحقيقي لأي تحول مدني ديمقراطي.

شارك في المنتدى شباب وشابات يمثلون طيفًا واسعًا من المبادرات الشبابية والمجموعات النسوية من مختلف المناطق والتكوينات السودانية، الجغرافية والعرقية والثقافية والمهنية و ذوي الإحتياجات الخاصة و الفاعلين الثقافيين و الأكاديميين ، مما يعكس إدراكًا عميقًا بأن تجاوز واقع الانقسام الحالي يتطلب الاعتراف بالتعدد كقيمة وطنية، والانفتاح على التنوع باعتباره مصدر قوة لا تهديد، وضمان صوت عادل ومنصف لكل من تضرر وشارك في بناء هذا الوطن.

على مدى ثلاثة أيام، ناقش المشاركون/ات قضايا محورية تتصل بمستقبل السودان، شملت الحوار والمشاركة السياسية، والعدالة، والتعافي الاقتصادي، والعمل الإنساني، في إطار نقاش تشاركي تفاعلي، اتسم بالمسؤولية والانفتاح على التعدد و روح العمل الجماعي النابع من الإيمان المشترك بمبادئ ثورة ديسمبر المجيدة.

ويؤكد المشاركون/ات في المنتدى على مجموعة من المبادئ التي تمثل نواة أرضية شبابية للعمل المشترك، أبرزها:

- الوقف الفوري والشامل وغير المشروط للعمليات العسكرية، ورفض الحرب كوسيلة لحل النزاعات السياسية.

-  رفض عسكرة الدولة والمجتمع، والتمسك الصارم بالمسار المدني الديمقراطي خيارا وحيدا للاستقرار وبناء السودان الجديد.      

- التمسك بوحدة السودان، أرضًا وشعبًا، ورفض جميع الدعوات والممارسات التي تهدد سلامة البلاد أو تعمق الانقسامات الجغرافية والعرقية والمجتمعية.

- الاعتراف بالدور المركزي للشباب/ات كشركاء فاعلين في العملية السياسية، بوصفهم أصحاب مصلحة ورؤية وشرعية مجتمعية.

- رفض شرعية جميع الأطراف المتحاربة، وتحميلها مسؤولية ما آلت إليه البلاد من دمار وخراب، وتأكيد أن هذه الحرب لا تمثّل إرادة الشعب السوداني.

- التحذير من خطر تمزق النسيج الاجتماعي السوداني نتيجة لاستمرار الحرب، وما تسببه من تعميق الانقسامات الجهوية والقبلية والعرقية، الأمر الذي يهدد وحدة البلاد ويقوّض أسس التعايش والتماسك المجتمعي.

- الدعوة إلى العدالة والعدالة الانتقالية وعدم الإفلات من العقاب، بما يضمن قضايا كافة ضحايا الحرب، وعلى وجه الخصوص جرائم العنف الجنسي، القتل خارج نطاق القانون، الإختفاء القسري بما في ذلك حالات المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، التهجير القسري، مع ضرورة تضمين مسار واضح للعدالة الانتقالية يضمن إنصاف الضحايا وحقوقهم في المساءلة والتعويض وعدم التكرار.

- ضرورة حماية المدنيين والمتطوعين والعاملين في المجال الإنساني، وفتح المسارات الآمنة لإيصال المساعدات دون عوائق.

الحد من التدخلات الخارجية التي تغذي الصراع عبر تزويد الأطراف بالسلاح، ورفض تحويل السودان إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.

ويوجه المشاركون/ات نداءً عاجلاً إلى كافة الأطراف المتحاربة بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، والانخراط الجاد في مسار سياسي يفضي إلى إنهاء الكارثة في  البلاد .

يشدد المشاركون/ات على أن الكارثة الإنسانية في السودان هي جوهر الحرب لا أحد نتائجها الجانبية، وأن معاناة النازحين، واللاجئين، وضحايا العنف، تتطلب استجابة سياسية و إنسانية عاجلة .

و يعبر المنتدى عن تطلعه إلى دور فاعل من الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة الإيغاد، في دعم خيارات الشعب السوداني في وقف الحرب، وتعزيز الجهود الإنسانية، وتطلعاته نحو التحول المدني الديمقراطي، بما يشمل دعم المبادرات الشبابية السلمية، وضمان إدماج الشباب/ات في كافة مراحل العملية السياسية القادمة، بوصفهم شريحة مجتمعية واعية، قادرة على بناء السلام، وإنهاء الحرب، وإيصال المساعدات، وقيادة التغيير الحقيقي .

يؤكد المشاركون/ات أن هذا البيان لا يمثّل نهاية لمسار العمل الشبابي، بل نقطة انطلاق نحو تنسيق أوسع، وتراكم سياسي ومدني مستمر، يُسهم في إعادة بناء السودان على أسس عادلة، سلمية، وديمقراطية.

وإذ يدرك المنتدى أن هذا البيان لا يعبّر عن مجمل الطيف الشبابي السوداني، فإنه يشدد على التزامه بالانفتاح والتواصل مع جميع المبادرات والمجموعات الشبابية داخل السودان وخارجه، إيماناً بأن اتساع المشاركة وتعدد الأصوات هو الطريق الأمثل لبناء وطن يتّسع لجميع أبنائه، بلا قمع ، وبلا تمييز، وبلا حرب ، والرحمة والمغفرة لشهداء السودان و الشفاء العاجل للجرحى والعودة الآمنة للمفقودين/ات.


اعلان

إعلانك هنا