نحن في غرف طوارئ وسط دارفور، نقف اليوم على أعتاب كارثة صحية حقيقية تهدد حياة آلاف المدنيين في محلية زالنجي وازوم ، ومناطق بَارقي، سوق تلولو، مورندو ورونقتاس. لقد سجل مستشفى زالنجي وحده 39 حالة مؤكدة، وتفاقمت الأوضاع مع تسجيل 11 حالة جديدة صباح اليوم فقط في منطقة بارقي.
الوضع في هذه المناطق أصبح لا يحتمل، والمرض ينتشر بسرعة مخيفة، ومع كل ساعة تمر، نفقد المزيد من الأرواح. إن هذا الوباء لا يعرف حدودًا، ولا يميز بين صغير وكبير، ويهدد أساس الحياة في مجتمعاتنا.
يضاف إلى ذلك انعدام الخدمات الصحية والمعيشية الأساسية، حيث يعيش عدد كبير من النازحين في معسكرات ومراكز إيواء تفتقر تمامًا لأدنى مقومات الحياة، مما يزيد من هشاشة الوضع ويعمق خطر تفشي الكوليرا وانتشار الأمراض الأخرى. هؤلاء النازحون وسكان الولاية يعيشون في ظروف مأساوية بلا مياه نظيفة أو صرف صحي، مما يجعلهم عرضة لخطر داهم لا يحتمل التأخير في الاستجابة له.
ندعو الجهات المسؤولة، وكل من يهمه الأمر، إلى التحرك الفوري والعاجل قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة إنسانية لا يمكن السيطرة عليها. لا وقت لدينا لنضيعه، فكل تأخير يعني خسائر بشرية لا تعوض.
نطالب بتوفير الدعم الكامل لتوزيع مواد التعقيم، خاصة الكلور، وتكثيف حملات التوعية المجتمعية، وتعزيز الخدمات الصحية الطارئة في كل المناطق المتضررة. كما نؤكد على أهمية تفعيل التنسيق مع الإدارات والمبادرات المجتمعية والمنظمات الوطنية والدولية لدعم الاستجابة على الأرض.
إن أهل وسط دارفور يستحقون أن يعيشوا بأمان وصحة، ونحن في غرف الطوارئ نقف صفًا واحدًا مع كل من يرفض أن تتحول حياتهم إلى مأساة.
فلنكن صوتًا موحدًا ينادي بالتحرك والمسؤولية لإنقاذ أرواح أبنائنا وإخوتنا.