ثلاث ارباع
كوارث الامطار والموت سمبلة
مدخل ربع
ظل المواطن السوداني لسنوات طويلة يواجه أزمات طبيعية من فيضانات وسيول وجفاف بالاضافة الي زحف صحراوي مخيف يهدد المناطق السكنية في شمال السودان واجزاء كبيرة من وسطه نسبة للتدهور البيئ الخطير الذي ينتج أحياناً بسبب القطع الجائر للاشجار واحيان اخري بسبب التغيير العالمي في المناخ الناتج عن استخدام الوقود الاحفوري والاعتماد على الصناعات غير الصديقة للبيئة ما انتج تغيير كبير في معدلات الامطار وتوزيعها ابتدءا من خط الاستواء امتدادا شمالا وجنوبا فقد شهد السنوات الاخيرة تحول كبير في مناطق هطول الامطار وارتفاع معدلاته بكميات كبيرة واصبح في تزحزح شمالاً حتي فجع سكان الشمال أن الصحراء تمطر صيفاً في تغيير فصلي متباعد الحدوث بذلك يصبح الانسان السوداني مهددا بالمزيد من الكواراث الناتجة عن هطول امطار بكميات غزيرة خلال السنوات المقبلة وفي ظل انعدام المقومات التي تمكن من التغلب على تلك الكوارث فقد يكون الخسائر مضاعفة أولاً لضعف القواعد التي تقام عليها البناء السكني في مناطق عديدة من اجزاء السودان فنجد عدد كبير من المدن تقام في مجاري مياه قديمة ما يجعلها غير قادرة على الصمود اذا ما ارتفعت نسبة الامطار في سنة ما ، هذه المعضلة اصبحت تتكرر كثيرا في ولايات الوسط خلال السنوات الاخيرة كل هذه ما هي الا مقدمات لكوارث اكبر مع قادم الاعوام اذا لم تستعد الانسان جيداً وتصنع غرف طوارئ تمكنها من مجابهة جريان المياه التي من المنتظر ان تتضاعف خلال السنين القادمة ومن المنتظر مضاعفة الخسائر المادية والبشرية اذا ما غابت التحوطات اللازمة فصنعة الانسان عاجزة مهما تعاظمت في مواجهة الفيضانات والزلازل والبراكين كقوه طبيعية تفوق قوة الانسان بمئات المرات لابد من التحرك الان لتقليل الاثار المنتظرة مستقبلاً.
ربع منتظر
عجز الحكومة عن تفسير الاحداث الطبيعية وغير الطبيعية التي تقع على الارض السودانية تنبه بخطورة كبيرة في مواجهة الكوارث وما التصدي الارضي الاخير الذي ضرب كردفان قبيل دخول خريف هذه السنة والتفاسير غير العلمية التي قدمها هيئاتها المترهلة ض تضع استفهامات عديدة عن جدوي هذه المؤسسات خاصة واذا استصحبنا حادثة عمق البحر الاحمر التي سمع دويها في الساعات الاولي من صباح السبت و صنفها زراع وزارة المعادن بانها زلزال رصدتها مراصدها في ابوحمد ومحمد قول وكذبتها مسامع ورؤي شهود عيان ومراقبين اكدوا انفجار جسم ضخم في عمق البحر فسرها البعض بأنه صاروخ اطلقها جماعة الحوثي في وقت لم ترصد فيها المراصد العالمي اي حركة طبيعية من شاكلة زلزال في البحر الاحمر بذلك يترك هذه الهيئة المريبة الباب مفتوحا امام كافة التوقعات حول الحادثة! اذا ما اخذنا هذه الامثلة يستحيل على الحكومة وبوهتها هذه اخطار السكان باي خطورة طبيعية قادمة وعليه فإن الانسان في هذه البلد ينتظر الاخطار من كل هدب وصوب ويأتي قدرهم اكبر من طاقتهم دائماً ما يجعلهم يواجهون الموت الناجم عن كوارث طبيعية دون سابق انذار بالرغم من التقدم الهائل في تكنولوجيا علم الكوارث والنظريات العظيمة التي قدمها علماء الكون الا ان يمكن تصنيف السودان انها خارج العالم الحديث ومن السهل الموت فيه بجهل احتمالية وقوع كارثة طبيعية ذات مقدمات سهلة المعرفة.
ربع خارجي
بداية الالفية اجتاح ولاية كسلا سيول وفيضانات استدعت تدخلات خارجية لاستغاثة الانسان الغافل الذي فوجئ بكارثة يداهمه اكثر ما تردد في الاذاعة السودانية انذاك ان السلطات استطاعت ترويض القاش عقب تدمير الاف المنازل في كسلا وحلفا الجديدة وخشم القربة بعد مضي قرابة العقدين اجتاح كسلا فيضانات ودمر الالاف من المنازل ولم يكون في مقدور السلطات الا ترويض القاش بعد احداث دمار شامل في عجز يحتاج الي نظرة تامل ويجعلنا نتسأل عن جدوي ترويض القاش عقب الدمار ؟ لماذا لم يكون هنالك تحوطات وتحركات استباقية لتقليل الاثار المحتملة عن وقوع فيضانات ؟ متي نتسطيع اخطار السكان باحتمالية وقوع كارثة طبيعية يمكن الاحتياط منها وايجاد حلول لمشكلات تساقط الارواح جراء ارتفاع كميات الامطار؟ اذا استطعنا الاجابة على هذه الاسئلة بالامكان التغلب على اثار الخريف وحماية السكان.
حيدر عبدالكريم -صحفي مستقل
Haiderol17@gmail.com