.
_أيمن تاج الدين
11 يوليو 2018
العظماء يرحلون، إلي من يحبهم اكثر، وهم احب عند الله تعالى،ويتركون آثراً باقية كمعالم الطبيعة وفراغاً شاسع تخلف وراء غيابهم او فراقهم عنا ، ليبقى الخيال يراودهم في كل كرة او ذرة فعلهم العظيم . يرحلون سريعاً كالساعقة وهم اندر خلق الله في الكون،لما لا نبكيهم ! او نمجدهم علي عظمهم و خلقهم وحسن ضميرهم وعلى خير قد فعلوه .
الملك أبكر حسب النبي، نبراس ونماذج رجل بمعانيه الصعب، بمثابة شجرة من الحكمة وشجعان كالأسد الضاري ، قوياً صلب ، ملكاً من ملوك عرفته "دار زغاوة" شكل عموداً لم يلين او ينكسر في الإدارة الإهلية بالسودان ظل يجاهد من أجل ترسيخ القيم النبيلة وتطوير الحكم المحلي (الإهلي) وترشيده في إدارة شئون مجتمعه البسيط الذى يعاني من ابسط مقومات الحياة.
ولد أبكر حسب النبي خضر في بلدة "أم حراز" بشمال دارفور في 1937م ونال قسطاً من التعليم في المرحلة الاولية في ام حراز ثم المتوسطة في كتم ، ثم حفظ القرآن الكريم . تقلد العمدية في الإدارة الاهلية عمدة منطقة "ام حراز" بإدارة ام حراز في 1962_1989م .ثم نصب ملكاً في دار الارتاج ادارة ام حراز في فبراير 1989م خلفاً للملك الشهيد موسى خميس جبارة ،عقب اغتياله بدم بارد من قبل مجهولين ..
يعد الفقيد هو الملك الرابع في سلسلة ملوك ام حراز منذ عام 1937م حتي الان .إدارة دار ارتاج: وحاضرتها (أم حراز) ومسمى رئيس الإدارة (ملك)
من عشائر الارتاج " بري جي ، إيلا عسل ، ناقو كوري ، لوبيه ، دنقاري ، إيلا عادي ، ليل لا ، عشرين ، أوسي ...الخ
حيث تميز الفقيد النبراس ابكر حسب النبي بالحكمة العالية والقدرة الثمينة في إدارته للدار ، وإنجازات كبيرة خلال فترته بدءاً بأعادة هيكلة السلطات المحلية للدار من ما احدث تطورات شكلية وضمنية للنظام الاداري .وتفعيل دور اللجان الشعبية ومنح السلطات للعمد والمشياخ دون الرجوع عليه ، في عهده وبدوره قام بإنشاء سد "وادي امبار " كأول سد في مستوى الدار بجهود شعبه، كما رتق النسيج الإجتماعي لمكونات دار ارتاج المختلفة والمتنوعة في قالب واحد حيث التعاضد الترابط والتسامح هو الحس والشعور بين كافة المكونات الموجودة بإدارة ام حراز.
انه كان سيفاً حاسماً بتاراً ، شق طريقه في الإدارة الإهلية بصورة مختلفة واكثر تطويراً وصنع رجالاً من خلفه سداً مانعاً لأية تحدي قد يطرا ، وانهم آتون لخلافة الفقيد بذات النهج وبعهد معه السير بالإدارية ومجتمع ام حراز نحو التقدم والنماء .
رحيل الملك أبكر حسب النبي هو فقد جلل وفقدان احد الإركان الشموخ والعزة والكرامة والشهامة لكن قد كان ملهماً ونموذجاً ومدرسة للعظماء والملوك والسلاطين ، وله طلاباً على نهجه قادرة علي سد رحيله المر .
للفقيد اهتمامات عديدة وكان ثورياً يرفض الظلم والانصياع العامي للحكومات الطاغية الظالمة ، ولم يكن تحت مظلة التي تطيع اوامر الحكومات لا سيما(النظام السوداني_ الانقاذ) والتي خضع جل رؤوس الإدارات الإهلية في السودان ونفذ اوامرها في ظلم واقتتال المواطنين في اداراتها .بل كان له صوتاً داوياً لمقارعة ومواجهة الظلم ورفض الإنتهاكات التي تحاك وترتكب ضد المواطنين الأبرياء ،كان داعم للثورات التي قامت ضد الحكومات وخاصتةً ثورة( التحرير )الذي إنطلقت في 2003 من دارفور ،لم يبخل الملك الفارس بروحه ورجاله وماله وافكاره منذ الشرارة حتى وفاته ، وقد كان ضمن الوفد الزائر الذي قاده الإستاذ / مني أركو مناوي _رئيس حركة تحرير السودان ،لدى الولايات المتحدة الامريكة عام 2007 " عقب أتفاقية ابوجا لسلام بدارفور " شكل ركناً اساسياً لتلك الزيارة المرموقة لحمل رؤية الحل والبحث عن السلام ولعب ادواراً كبيرة وعلي راسه تمثيل دور الإدارة الإهلية في قضايا الحرب والسلام وازمات السودان.
الملك أبكر فذ وصنديد رجل صنع لنفسه ولأدارتها تاريخ ناصع مشرف وواقع افضل ، حميم لشعبه و محبوب عند شعبه من ابناء وبنات ام حراز الحبيبة وعموم دار زغاوة ودارفور والسودان ، يزكره كل صغير وكبير بالخير والحسن ، اي كما كان يعاملهم .
رحل عن دنيانا تاركنا لنا كل البسمات والآلام في آناً واحد ..وافته المنية في صباح السبت 7 يوليو 2018م بمنطقة ام حراز .
في عليائك ايها النبراس الخالد نحن لا نبيك بل نمجدك ونزكرك في كل خطاوينا .. ولا نقول إلا ما يرضى الله، ونسأل الله وسبحانه وتعالى عن يتغمدك ويتقبلك في واسع رحماته و يجعل الجنة مثواك .
"أنتم ايها الراحلين .. قبوركم معآلم في طريقنا".