.
يمكن تقسيم نوع المعارضة وفعلها في السودان إلي نوعين رئيسين :
معارضة عميقة ومعارضة سطحية، إنطلاقا وتأسيسا علي فهمها للتغير ووعيها به.
أما المعارضة العميقة فهي معارضة ذات دينامية ووعي تراكمي بضرورة التغيير البنيوي أو الجذري لهيكلة و مؤسسة الدولة السودانية،عن طريق هدم هذه المؤسسة وبناء دولة علي أسس ومعايير جديدة ووفق شروط تتفق عليها كل شعوب ومكونات السودان دونما استثناء لأحد او اقصاء لمكون وتجسدها وتعبر عنها شعارات ( من اجل وطن يسع الجميع) و(وحدة في إطار التنوع). وغيرها ، وهذا بدوره ناتج عن قانون الفعل وردة الفعل الفيزيائي،اي أن مطالبتها باعادة هيكلة مؤسسة الدولة هو ناتج طبيعي وحتمي وصيروري لكم هائل من التراكمات والتهميش بشقيه التنموي والثقافي والمظالم والانتهاكات التي مارستها هذه الهيكلة المختلة ودولابها عليها، منذ تأسيس ونشؤ الدولة السودانية بشكلها الحالي فيما عرف بتحالف الفونج والعبدلاب أو الدولة السنارية او السلطنة الزرقاء والتي دشنت مفاهيميا وتنظيريا ،وطبقت واقعيا وتنفيذيا النمط الأحادي الهوياتي الثقافي في الحكم من خلال تبني الإسلام كدين رسمي والعربية لغة رسمية للدولة قافزة علي ومتجاوزة واقع التنوع الديمغرافي وما به من تنوع ثقافي وديني وعرقي ولغوي وغيره، ومدشنة الوعي الاقصائي الأيديولوجي، واستمر هذا النهج بعد مجي الاستعمار التركي تحت راية الخلافة العثمانية الذي وجد أرضية اقصائية جاهزة تحقق له مطلوباته ودافعه الاستعمارية وتتوافق مع محمولاته الفكرية والايدلوجية كممثلين لخليفة الله في الأرض القابع في قصره الفخيم في الاستانة ، وحين جاءت المهدية زادت غلوا وتطرفا في مسالة تبني الهوية العربية والاسلامية في شكلها العنيف، إرتكازا علي فكرتها الميثولوجية القائمة علي الجانب اللاهوتي وهو مهدوية المهدي المزعومة وتلقيه التوجيهات كفاحا من الرسول وغيرها من مرتكزات ترتكز علي الأسطورة والهلاويس والتخيلات.
معارضة عميقة ومعارضة سطحية، إنطلاقا وتأسيسا علي فهمها للتغير ووعيها به.
أما المعارضة العميقة فهي معارضة ذات دينامية ووعي تراكمي بضرورة التغيير البنيوي أو الجذري لهيكلة و مؤسسة الدولة السودانية،عن طريق هدم هذه المؤسسة وبناء دولة علي أسس ومعايير جديدة ووفق شروط تتفق عليها كل شعوب ومكونات السودان دونما استثناء لأحد او اقصاء لمكون وتجسدها وتعبر عنها شعارات ( من اجل وطن يسع الجميع) و(وحدة في إطار التنوع). وغيرها ، وهذا بدوره ناتج عن قانون الفعل وردة الفعل الفيزيائي،اي أن مطالبتها باعادة هيكلة مؤسسة الدولة هو ناتج طبيعي وحتمي وصيروري لكم هائل من التراكمات والتهميش بشقيه التنموي والثقافي والمظالم والانتهاكات التي مارستها هذه الهيكلة المختلة ودولابها عليها، منذ تأسيس ونشؤ الدولة السودانية بشكلها الحالي فيما عرف بتحالف الفونج والعبدلاب أو الدولة السنارية او السلطنة الزرقاء والتي دشنت مفاهيميا وتنظيريا ،وطبقت واقعيا وتنفيذيا النمط الأحادي الهوياتي الثقافي في الحكم من خلال تبني الإسلام كدين رسمي والعربية لغة رسمية للدولة قافزة علي ومتجاوزة واقع التنوع الديمغرافي وما به من تنوع ثقافي وديني وعرقي ولغوي وغيره، ومدشنة الوعي الاقصائي الأيديولوجي، واستمر هذا النهج بعد مجي الاستعمار التركي تحت راية الخلافة العثمانية الذي وجد أرضية اقصائية جاهزة تحقق له مطلوباته ودافعه الاستعمارية وتتوافق مع محمولاته الفكرية والايدلوجية كممثلين لخليفة الله في الأرض القابع في قصره الفخيم في الاستانة ، وحين جاءت المهدية زادت غلوا وتطرفا في مسالة تبني الهوية العربية والاسلامية في شكلها العنيف، إرتكازا علي فكرتها الميثولوجية القائمة علي الجانب اللاهوتي وهو مهدوية المهدي المزعومة وتلقيه التوجيهات كفاحا من الرسول وغيرها من مرتكزات ترتكز علي الأسطورة والهلاويس والتخيلات.
وبعد مجي الإنجليز ارتكزوا ايضا علي مساعدات وتواطؤ ودعم الطائفية الدينية وتناقضاتها وتنافسها المصالحي، والطائفية كانت رأس الرمح في السعي لبقاء هذا الوضع ذو النمط الايديولوجي الاسلاموعروبي الذي يمكنها من حشد رأس مال رمزي تغيب به الأتباع والسذج من خلال الوعود بأمتار في الجنة وشفاعة الأسياد وحضورهم عند الموت، وتحصد هي به مزيدا من أمتار الارض ناتجا ماديا مالا وثروة وسلطة وحدائق غلبا، ومحصلة معنوية من القدسية الاجتماعية التي تصل حد التأليه تقبيلا للأيادي وتوجيها بالاشارة وخدمة من الاتباع كالعبودية لاصحاب الحظوة الإلهية، وهذا كان واضح في فترة الإستعمار وما بعد الإستقلال من تنامي ثروات ونفوذ وسطوة أسرتي الميرغني والمهدي حتي أضحي السودان وشعبه وموارده وتاريخه وحضاراته الممتدة لسبعة ألف عام مقسما جيو سياسيا بين هاتين الاسرتين وأضحت البلاد رهينة لاشارات ونظرات وتوجيهات ومزاج بيتين فقط.
هذا التراكم القمعي والحيازة الفردية أوجد نوعين من السخط والتململ نتج عنهم رفض وتمرد علي هذا السائد ونشوء تيارات جديدة تعمل علي الضد من هذا الوضع:
أولهم سخط إجتماعي وهذا تمثله الشريحة المتعلمة والمستنيرة من أبناء مناطق الوسط والنيل والتي رأت كم الجهل والتغييب والخداع المبني علي اللاهوت والذي لم يرتضونه لأهلهم وأبائهم وأسرهم في أن يكونوا خانعين ومنقادين ومجرد خدم وحشم لهذه الأسر تفعل بهم ما تشاء فخرجوا من عباءة هذا العقل واختطو برادايما خاصا بهم بينما آثر اخرون الخنوع والرضوخ والتماهي مع هذا الواقع وتمثيل دور الكومبارس في هذا المسرح العبثي، أما الذين خرجوا فتبنت شريحة منهم فكرا إشتراكيا تقدميا و مقاوما ومنتشرا حينها في الأحزاب الشيوعية واخرين تبنوا نهج التنظيمات ذات ثنائية البعد العلماني والقومية العربية، في المنطقة بينما أرتكزت اخري ذات أطماع في الحكم ذات المنهج الاسلاموعروبي والتكتيك التجاري الديني الصريح، مع تعديلات طفيفة تنسف الأسرية والطائفية والاستئثار بالحق الالهي لاسرتين فقط وجعله لمجوع أكبر ، متلقفة ومتبنية للفكر السلفي الاخواني الصاعد حينها في مصر.
أولهم سخط إجتماعي وهذا تمثله الشريحة المتعلمة والمستنيرة من أبناء مناطق الوسط والنيل والتي رأت كم الجهل والتغييب والخداع المبني علي اللاهوت والذي لم يرتضونه لأهلهم وأبائهم وأسرهم في أن يكونوا خانعين ومنقادين ومجرد خدم وحشم لهذه الأسر تفعل بهم ما تشاء فخرجوا من عباءة هذا العقل واختطو برادايما خاصا بهم بينما آثر اخرون الخنوع والرضوخ والتماهي مع هذا الواقع وتمثيل دور الكومبارس في هذا المسرح العبثي، أما الذين خرجوا فتبنت شريحة منهم فكرا إشتراكيا تقدميا و مقاوما ومنتشرا حينها في الأحزاب الشيوعية واخرين تبنوا نهج التنظيمات ذات ثنائية البعد العلماني والقومية العربية، في المنطقة بينما أرتكزت اخري ذات أطماع في الحكم ذات المنهج الاسلاموعروبي والتكتيك التجاري الديني الصريح، مع تعديلات طفيفة تنسف الأسرية والطائفية والاستئثار بالحق الالهي لاسرتين فقط وجعله لمجوع أكبر ، متلقفة ومتبنية للفكر السلفي الاخواني الصاعد حينها في مصر.
أما ثاني انواع السخط فهو سخط شعوبي أو قومي وهؤلاء من كان عليهم الظلم مركبا وعنيفا وكبيرا تمثل شكله المادي العنيف في الرق والاستعباد، والمعنوي الخفيف في الوضع كمواطن من الدرجة الثانية لا ذكر له أو صوت ، وهؤلاء وضعوا في ذيل التراتيبية الاجتماعية والاقتصادية والسياسة في هذا الحقل الكلي المختل ، وهو ما أنتج وأفضي الي الحركات التي بدت مطلبية وما عرفت حينها في الوعي الجمعي الشمالي بالتنظيمات الجهوية كجبهة نهضة دارفور وأتحاد جبال النوبة و مؤتمر البجا وقادت في الجنوب إلي تكوين حركة الانانيا الانفصالية في جنوب السودان.
استمر هذا الوضع حتي مجي الإنقاذ والتي تمثل قمة العنف المادي والمعنوي وحاصل جمع سواءات الايدلوجيا الاسلاموعروبية، فقادت الي هوس الجهاد والاقصاء وانقسام البلاد واشتعال حروب الابادة في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق.
المشهد الآني به نوعين من المعارضة من حيث بنية وعيها لماهية واستراتيجيات التغير ومفهومها له:
النوع الأول وهو المعارضة السطحية وهذا يريد تغير سطحي في شكل هيكل الدولة التاريخية، بحيث لا يؤثر علي البنية التحتية الجذرية والمكتسبات التاريخية لمجموعة ذات أبعاد ثقافية واحدة تجمعها تشابكات ومصالح إقتصادية ومصاهرات وشراكات تجارية وان اختلفت في مسمياتها السياسية ولكنها تبقي علي وعي رجل واحد ، وهي كما أسلفنا تشكلت منذ الدولة السنارية وهذا النوع يختلف مع الإنقاذ فقط، في انها أخذت منه وجردت عنه إمتيازات تاريخية كبيره سوا كانت مادية او معنوية حصل عليها إرتكازا علي ذات النهج الإنقاذي وهو الغش باسم الإله والاستهبال الميثولوجي، وغرضه من التغيير ارجاع حقه مع بقاء الهيكل التاريخي وهؤلاء يمثلهم الصادق المهدي والميرغني فاما الثاني آثر ورضي ان يكون تابعا ذليلا للنظام الحالي علي أن يدفع له النظام بعض من إمتيازاته المادية بإرجاع كل ممتلكاته المصادرة ودفع مبالغ له مع بقاء امتيازاته المعنوية كزعيم روحي قدسي تستقبله الجموع بالآلاف وتحضر مع الحضرات النبوية وهي تردد الليلة الختم جايينا، وهذا يتماشي مع شخصيته القنوعة والمنهزمة وغير المتطلعة أو ربما لأنه لم يتولي منصب رئاسي قبلا وأكتفي بدور الراعي و الموجه .
اما الصادق المهدي فهو نموذج اكثر وضوحا لسعيه لللتغير السطحي المحدود الذي يمكنه من العودة للرئاسة التي يعشقها عشقا مرضيا والتي تبؤاها يافعا ولم يشتغل بمهنة غيرها أي أن مهنته هي الرئاسة والزعامة، ولم يرضي حتي بعد أن ردت له ممتلكاته ودفعت له الأموال بالاندماج في النظام،وبقي في منزلة بين المنزلتين، ولإبقاء شعرة معاوية وبذكاء طائفي ووعي أيديولوجي اسلاموعروبي أحتفظ بابنائه داخل النظام حتي يضمنوا له العودة متي ما أراد او أنجز مهمته الاسترتيجية،اما في جانب التغيير فهو يريد تغييير نظام الجبهة الاسلامية ليأتي هو وفق سياسة البصم الطائفي التاريخي حالما بلولبية التاريخ التي ستمكنه من الحكم مجددا علي صهوة فرس المهدية الجديدة التي يحلم بها وينادي، وهو هنا أي الصادق المهدي يحتفظ بوعيه الأصيل في بقاء ذات الهيكل التاريخي المختل للدولة، لذا لا يريد لحركات الهامش المسلحة أن تحتفظ بسلاحها وهو الضامن للتغيير البنيوي والجذري للدولة وقبلها الحافظ علي تماسك ووجود وبقاء الحركات ذات نفسها ، لذا لا يألو جهدا ولا يدخر فعلا في العمل علي تدجينها ونزع سلاحها والقضاء عليها وفق آلية حصان طروادة اي من خلال التحالف معها ومن ثم تفكيكها والاجهاز عليها، ونجده دائم التحذير من التغيير العنيف بل وقف ضده فعليا ،وهو يستبطن في وعيه انه يعني دك البنية القديمة للدولة لإعادة تأسيس دولة جديدة ،قطعا لن يكون هو من أقطابها لانها ستبني علي فصام وفصل الدين عن الدولة وفق نهج علماني صريح ، وبذلك سيضرب في مدخلات إنتاج وحجر زاوية منظومته الفكرية وتوابعها التنظيمية والسياسية والدينية التي حاز بموجبها علي كل هذه الإمتيازات له و أسرته الممتدة. هذا شي، الشي الاخر الصادق المهدي يعرف أن مناطق نفوذه التاريخي هي ما تعرف الآن بمناطق الهامش والتي تدور فيها الحروب وتقع فيها المآسي والإحن ،وإن قوة الحركات المسلحة وتمددها يعني قطعا تمدد الوعي وتناميه وازالة التغبيش الطائفي المبني علي الأكاذيب والترهات المهدوية وغيرها مما يعني تقلص وإنحسار نفوذه الجماهيري التاريخي، لذا يتحرك في تدجين وإضعاف حركات الهامش الثورية من خلال هذا الوعي المزدوج.
اما المعارضة العميقة فهي معارضة تعي بوعي تام ويقين مطلق إشكالات الدولة السودانية وتدرك يقينا أن التغيير الصوري السطحي مع بقاء جذور المشكلة لن يقود الي شي وانما هو إعادة تدوير وإنتاج الازمة وبشكل أعنف لاه لا بعدو كونه إبرة مسكنة في جسد ملي بالمرض مثخن بالتقرحات والآلام ، وهذا تمثله التنظيمات الثورية المسلحة ذات المرتكز العلماني الصريح وبعض من تنظيمات الوسط وأفراده المؤمنين يقينا لا تكتيكا أوخداعا ببناء دولة ذات أسس جديدة ووفق دولة علمانية فيدرالية ديمقراطية لا تمييز فيها او اقصاء ولا إمتياز من خلال ثقافتك اوعرقك او دينك او جهتك أو أسرتك المقدسة او وضعك الإقتصادي والاجتماعي ،وفي حال او تعذر بناء هذه الدولة فمن حق هذه التنظيمات وشعوبها ، اقرار وتفعيل حق تقرير المصير كخيار استراتيجي وحقوقي وقانوني وحل أخير، هروبا من واقع دولة ظلت تمارس عليهم عسفها وبطشها وظلمها المادي والمعنوي لخمسمائة عام أو تزيد.
اما الصادق المهدي فهو نموذج اكثر وضوحا لسعيه لللتغير السطحي المحدود الذي يمكنه من العودة للرئاسة التي يعشقها عشقا مرضيا والتي تبؤاها يافعا ولم يشتغل بمهنة غيرها أي أن مهنته هي الرئاسة والزعامة، ولم يرضي حتي بعد أن ردت له ممتلكاته ودفعت له الأموال بالاندماج في النظام،وبقي في منزلة بين المنزلتين، ولإبقاء شعرة معاوية وبذكاء طائفي ووعي أيديولوجي اسلاموعروبي أحتفظ بابنائه داخل النظام حتي يضمنوا له العودة متي ما أراد او أنجز مهمته الاسترتيجية،اما في جانب التغيير فهو يريد تغييير نظام الجبهة الاسلامية ليأتي هو وفق سياسة البصم الطائفي التاريخي حالما بلولبية التاريخ التي ستمكنه من الحكم مجددا علي صهوة فرس المهدية الجديدة التي يحلم بها وينادي، وهو هنا أي الصادق المهدي يحتفظ بوعيه الأصيل في بقاء ذات الهيكل التاريخي المختل للدولة، لذا لا يريد لحركات الهامش المسلحة أن تحتفظ بسلاحها وهو الضامن للتغيير البنيوي والجذري للدولة وقبلها الحافظ علي تماسك ووجود وبقاء الحركات ذات نفسها ، لذا لا يألو جهدا ولا يدخر فعلا في العمل علي تدجينها ونزع سلاحها والقضاء عليها وفق آلية حصان طروادة اي من خلال التحالف معها ومن ثم تفكيكها والاجهاز عليها، ونجده دائم التحذير من التغيير العنيف بل وقف ضده فعليا ،وهو يستبطن في وعيه انه يعني دك البنية القديمة للدولة لإعادة تأسيس دولة جديدة ،قطعا لن يكون هو من أقطابها لانها ستبني علي فصام وفصل الدين عن الدولة وفق نهج علماني صريح ، وبذلك سيضرب في مدخلات إنتاج وحجر زاوية منظومته الفكرية وتوابعها التنظيمية والسياسية والدينية التي حاز بموجبها علي كل هذه الإمتيازات له و أسرته الممتدة. هذا شي، الشي الاخر الصادق المهدي يعرف أن مناطق نفوذه التاريخي هي ما تعرف الآن بمناطق الهامش والتي تدور فيها الحروب وتقع فيها المآسي والإحن ،وإن قوة الحركات المسلحة وتمددها يعني قطعا تمدد الوعي وتناميه وازالة التغبيش الطائفي المبني علي الأكاذيب والترهات المهدوية وغيرها مما يعني تقلص وإنحسار نفوذه الجماهيري التاريخي، لذا يتحرك في تدجين وإضعاف حركات الهامش الثورية من خلال هذا الوعي المزدوج.
اما المعارضة العميقة فهي معارضة تعي بوعي تام ويقين مطلق إشكالات الدولة السودانية وتدرك يقينا أن التغيير الصوري السطحي مع بقاء جذور المشكلة لن يقود الي شي وانما هو إعادة تدوير وإنتاج الازمة وبشكل أعنف لاه لا بعدو كونه إبرة مسكنة في جسد ملي بالمرض مثخن بالتقرحات والآلام ، وهذا تمثله التنظيمات الثورية المسلحة ذات المرتكز العلماني الصريح وبعض من تنظيمات الوسط وأفراده المؤمنين يقينا لا تكتيكا أوخداعا ببناء دولة ذات أسس جديدة ووفق دولة علمانية فيدرالية ديمقراطية لا تمييز فيها او اقصاء ولا إمتياز من خلال ثقافتك اوعرقك او دينك او جهتك أو أسرتك المقدسة او وضعك الإقتصادي والاجتماعي ،وفي حال او تعذر بناء هذه الدولة فمن حق هذه التنظيمات وشعوبها ، اقرار وتفعيل حق تقرير المصير كخيار استراتيجي وحقوقي وقانوني وحل أخير، هروبا من واقع دولة ظلت تمارس عليهم عسفها وبطشها وظلمها المادي والمعنوي لخمسمائة عام أو تزيد.
فاروق عثمان
نتناول في الجزء التاني تكتيكات ودوافع ومالات التحالف بين النوعين*.