بدت كثرة الحديث عن فساد أجهزة الدولة والحزب الحاكم ، من قبل قادة النظام أنفسهم ، بدت وكأنها هي المقصد الوحيد من إعلان البشير الحرب على الفساد . ففي الوقت الذي لم نر فيه فاسداً واحداً أمام المحكمة ، أصبح الحديث عن الفساد متاحاً من رأس النظام ، فقد وجد مسوغاً أخلاقياً أتاح له الحديث عن فساد الأجهزة الأمنية والعدلية ، ووجد غيره من أعضاء الحزب الحاكم الفرصة لإدانة إخوتهم الفاسدين والتعريض بهم . حتى أن والي بإحدى الولايات اليوم ، لا يستنكف أن يتحدث عن زميل له بالحزب سطا على مواد الإغاثة .
لقد تحولت الحرب على الفساد ، التي أعلنها البشير ، إلى تعايشٍ مع وجود الفساد ، وربما إلى تعاطفٍ ، من بعض البسطاء ، مع النظام ، في حربه على الفاسدين .
طُرفة تُحكى أن تنظيماً اخترق آخر عبر أحد عضويته ، وعندما لاحظ ذلك التنظيم تسرب المعلومات دعى لاجتماع لمناقشة الأمر ، فما كان من الغواصة إلا أن بدأ الحديث متشدداً في كشف مصدر التسريب ، فأصبح في مأمن من الشك . هذا بالضبط ما فعله البشير بحملته على القطط السمان ، فهو يعلم أنه وإخوته والاقربين هم أسمن هذه القطط ، لكن كونه أعلن الحرب عليها جعل نفسه وأهله ، أو ظن ذلك ، فوق الشبهات .
الحرب على الفساد الآن أصبحت تطبيعاً مع الفساد ، ففي كل يوم يتحدث مسئول كبير عن فساد أجهزة الدولة وقادة وعضوية الحزب الحاكم ، فنعتاد على تفشي الفساد ، وعلى عجز النظام عن تقديم ايٍ من قادته للمحاكمة ، وبدلاً من أن نسعى لكشف الفساد نجده أمامنا ، يعلنه الرئيس بنفسه . هو إذن تغيير في قواعد اللعبة ، أن يقدم الرئيس نفسه كضحية للفساد من تنظيمه ومن بعض الفاسدين ، فنضطر للتعاطف مع الرئيس المسكين نظيف اليد محارب الفساد .
لم يفعل البشير في حربه على الفساد ، الا أنه نقله من كونه أحاديث مجالس ، إلى صفحات الصحف ، ونام قفا .
سلمى التجاني
لقد تحولت الحرب على الفساد ، التي أعلنها البشير ، إلى تعايشٍ مع وجود الفساد ، وربما إلى تعاطفٍ ، من بعض البسطاء ، مع النظام ، في حربه على الفاسدين .
طُرفة تُحكى أن تنظيماً اخترق آخر عبر أحد عضويته ، وعندما لاحظ ذلك التنظيم تسرب المعلومات دعى لاجتماع لمناقشة الأمر ، فما كان من الغواصة إلا أن بدأ الحديث متشدداً في كشف مصدر التسريب ، فأصبح في مأمن من الشك . هذا بالضبط ما فعله البشير بحملته على القطط السمان ، فهو يعلم أنه وإخوته والاقربين هم أسمن هذه القطط ، لكن كونه أعلن الحرب عليها جعل نفسه وأهله ، أو ظن ذلك ، فوق الشبهات .
الحرب على الفساد الآن أصبحت تطبيعاً مع الفساد ، ففي كل يوم يتحدث مسئول كبير عن فساد أجهزة الدولة وقادة وعضوية الحزب الحاكم ، فنعتاد على تفشي الفساد ، وعلى عجز النظام عن تقديم ايٍ من قادته للمحاكمة ، وبدلاً من أن نسعى لكشف الفساد نجده أمامنا ، يعلنه الرئيس بنفسه . هو إذن تغيير في قواعد اللعبة ، أن يقدم الرئيس نفسه كضحية للفساد من تنظيمه ومن بعض الفاسدين ، فنضطر للتعاطف مع الرئيس المسكين نظيف اليد محارب الفساد .
لم يفعل البشير في حربه على الفساد ، الا أنه نقله من كونه أحاديث مجالس ، إلى صفحات الصحف ، ونام قفا .
سلمى التجاني