أطياف ... بقلم: صباح محمد الحسن
او البند السابع !!
تجاوز التفسير لمصطلحات الخطاب الأمريكي في مايتعلق بقضية الحرب في السودان براحات حسن النوايا التي تتحدث عن أن أمريكا ربما تطرح فرصة سياسية جديدة لطرفي النزاع او أنها يمكن ان تنتظر أكثر واصبح ذلك الإحتمال ضعيفا للغاية
وبات بالنسبة لأمريكا تغيير وظيفة عصاة الضغط من التلويح للإستخدام ، امراً قريبا ، يجعل فرصة وقوعه واردة بشكل اكبر مما قبل
فالمخاوف والمحاذير التي تحدثت عنها المؤسسات الدولية المتعلقة بقتل المدنيين وإنعدام سبل الحياة ونقص الغذاء والدواء وارتفاع نسب الهجرة والنزوح وما يعاني منه اقليم دارفور الآن، مما يجعل البلاد على عتبة إنزلاق الحرب الحالية إلى مربع الفتنة القبلية بالإضافة الي عدم جدية الأطراف في الحرص على الحوار مما يؤكد أنهما يقصدان إطالة أمد الحرب وتطورها إلى نزاع وحرب أهلية قد تصل شرارتها إلى دول الجوار مع اتساع رقعة النزاعات والأزمات الاقتصادية ، فهذه اقوى الأسباب التي تجعل المخاوف تكبر من ان تكون الحرب فعليا أصبحت مهددة للأمن والسلم الإقليمي والدولي مما يدفع مجلس الأمن إلى التفكير الجدي في التحول إلى التعامل مع السودان من الفصل السادس الواقع الآن عبر البعثة الأممية لدعم التحول الديمقراطي (يونيتامس) إلى الفصل السابع بغرض فرض الأمن والاستقرار في السودان والإقليم
فكل هذه الملامح التي كانت عبارة عن مخاوف في ذهنية المراقبين الدوليين اصبحت امرا واقعا
وقالت الولايات المتحدة الأمريكية أمس إنها ستستخدم (نهجا جديدا ً) فبما أن طرفي النزاع استنفدا كل الفرص السياسية ، وان تعقيدات الوضع قد لا تتنظر أكثر ، بالإضافة الي ما طفح من عداء عبرت عنه السلطة الانقلابية صراحة لبعثة الأمم المتحدة ومحاولة الغاء دورها في مايتعلق بالحلول السياسية ، كله يجعل الرؤية واضحة الآن وجلية أننا على اعتاب الدخول الي منطقة عقابية جديدة فالأزمة تخطت الخيارات والسيناريوهات التي تدعو امريكا لوضع حلول سياسية جديدة ولم يبقَ سوى خيارين قد لاتجد إن بحثت لهما لثالث ، وهو فرض عقوبات فردية صادمة لإنهاء الحرب او اللجو الي بنود الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يختص بالتدابير المتخذة في حال تهديد السلم والإخلال به ووقوع العدوان ، ومعلوم أن الفصل السابع يسمح بممارسة الضغوط على البلد المعني لإجباره على الالتزام بالمطلوبات والأهداف التي يحددها المجلس، قبل أن يتم التطبيق الفعلي للإجراءات القسرية، في حال تهديد السلم والأمن الدوليين
فإن حدث ذلك ستفوق وقتها السلطات الإنقلابية وحكومتها من ( غيبوبتها ) وأول ماينطق به لسانها حينها سيكون مفاوضات جدة ولكن قد يكون ( إنتهى الوقت ) .
طيف أخير:
لا للحرب ..
دمتي يا يابلد الكرامة دمتي حُرة
ما انتِ ماشبه المضرة
بكرة تاريخك نعيدو
وترجع أيام المسرة
الجريدة
