عصب الشارع ... بقلم: صفاء الفحل
وغدا يظل اخضر
أحياناً تعطيك اللجنة الأمنية الكيزانية الإنطباع بأن المجتمع الدولي هذا جزء من منظومتها (الاستعباطية) فتصدر له الأوامر عن ماذا عليه أن يفعل وتتعامل معه كما تتعامل مع بعض الجهلاء والبسطاء في الداخل (بتعالي) وفوقية أو علي إعتباره منقاداً لأفكارها الجهنمية فتطالب بتعديل البيان الختامي لدول الايقاد وتغيير بعض وقائع الأحداث وتغيير بعض المسميات في مباحثات جدة وتأمر بكل جهل الأمم المتحدة بطرد فولكر وتطالب المجتمع الدولي بكل بساطة إعتبار الدعم السريع الذي يعلم الجميع بأنهم من صنعوه منظمة إرهابية حسب أهواء اللجنة الأمنية التي تريد إعتراف العالم بها كحكومة رغم القناعة الدولية أن ما يحدث بالسودان عبارة عن مغامرة من مجموعة من فلول النظام المباد للعودة للحكم بمساعدة مجموعة من ضباطهم المزروعين داخل القوات المسلحة بينما تتجاوب معهم في ذلك مليشيا مسلحة هم من صنعوها..
منظومة الكيزان الحالية تعمل أو تحاول إدارة الأزمات كما ظلت تفعل طوال الثلاثين عاما من عمر حكمهم المباد بإستخدام كافة موارد الدولة وإدارتها بكافة الأساليب القذرة من رشاوي وإرهاب وشراء ذمم متجاهلين تغير الأوضاع والمفاهيم بفضل ثورة الوعي الديسمبرية وتطور الإعلام الذي اصبح يقف بالمرصاد لكافة الالاعيب القذرة وفي ظل هذه الظروف المحيطة بهم لم يكن أمامهم الا إحراق الأخضر واليابس لعلهم يستطيعون الخروج من هذه المأساة التي يعيشونها
المجتمع الدولي اليوم أكثر قناعة بان طرفي الصراع لارغبة لديهما في تسوية حقيقية تنهي النزاع فكل جانب منهما يظن بانه المنتصر ويعتبر حدوث هدنة حقيقية هزيمة له وكلاهما يعلم بان نهاية الحرب تعتبر النهاية بالنسبة له بعد الفظائع التي ارتكبها في حق الشعب الذي أدرك هو ايضا بان الجانبان لا يصلحان لحكم البلاد
مهما طال امد هذه الحرب تظل نهايتها حتمية بهزيمة الطرفان وعلي قوي الثورة التماسك ومحاولة الحفاظ علي ما تبقي من أشلاء الوطن فالسودان الجديد قادم رغم كل هذه المرارات والدمار فمازال الضباط الوطنيين داخل القوات المسلحة موجودون ومازال الوطنيين الصادقين بالقوي الوطنية موجودين فحواء السودانية ولود فقد يدمر الطامعين البني التحية والاقتصاد ولكن يظل المواطن السوداني الصادق الكريم المعطاء موجودا وتظل هذه الأرض الطيبة عامرة بخيراتها في انتظار انجلاء الأمر والزمن كفيل باعادة هذا الوطن الأخضر
والثورة ابدا مستمرة
والقصاص يظل امر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة
