معرض الدوحة للكتاب أقرأ لنرتقي
الدوحة: عواطف عبداللطيف
ان قلت ان معرض الدوحة للكتاب في نسخته ٣٢ خالف المعتاد اذا افتتح علي غير العادة شتاءً بل في نهار صيفي حار صباح الاثنين ١٢ /٦/ ٢٠٢٣م ..
نعم ورغم ان درجات الحرارة تراوحت ما بين الاربعين درجة لكن اروقة المعرض تزاحمت بالارجل صغارا وكبار وما ان اعلنت صافرة الافتتاح علي ايادي رئيس الوزراء ووزير الثقافة وكوكبة من الدبلوماسيين والمهتمين واحتفي الحضور بزيارة امير قطر الشيخ تميم آل ثاني معلنا سعادته بتنوع وثراء المعرض مداعبا الصغار حيث زار اجنحة عدد من الدول المشاركة والمملكة العربية السعودية كضيف شرف.
وتلاحظ وجود واضح لدور النشر المحلية والعالمية ولوزارات وسفارات ومتطوعين بابتسامة وضاءة بالضغط علي ازرار التقانة يمكنهم مساعدتك للوصول لاي كتاب او منتدي خطابي ضمن اكثر من خمسمائة جناح وقد تصدر الصالون الثقافي الحوارات البازخة التي طوت المسافات ما بين الجمهور والمؤلفين والمفكرين.
وقد اعلن الصالون الذي يشرف عليه الملتقي القطري للمؤلفين عن ١١٦ جلسة حوارية بمواقيت منضبطة صباح ومساء وساحة المعرض ترصعت ارضيتها بسجاد فاخر و بتصاميم هندسية فخمة بأعمدة ناصعة البياض تماثل المجلدات والكتب المكتزة بالمعلومات والخرائط والكلمات الفلسفية والدينية والتي تعالج قضايا مجتمعية او تثير اسئلة حوارية ..
طغى علي الأغلفة تصاميم جاذبة وبالوان فاقعة كحديقة غناء تسر الناظرين لكن اسعارها ربما ترهق الجيوب ففي جولة لعدد من اجنحة كتب الاطفال تراوحت الاسعار ما بين الخمسين و المائة ريال قطري وبحسبة بسيطة فان كان ما بين ثلاثة لخمس اطفال من أسرة انطلقوا لارضاء نهمهم من الكتب شديدة اللمعان وأسطر الكتابة لا تتعدي الخمسة وريقات فقطعا ذلك سيرهق الميزانية.
لم أجد اجابة لسؤالي الحائر كيف يمكن تطبيق الشعار " بالقراءة نرتقي " بل كيف يمكن العدل ما بين جاذبية ومغريات الميديا والذكاء الصناعي وتوابعهم بالهواتف الذكية والرجوع لدفتي الكتاب و دور النشر ترجع الامر لارتفاع صناعة الطباعة ولتكلفة الشحن و رسوم ايجارات الاجنحة ..
وبرغم هذا وذاك فان معرض الدوحة للكتاب يبقي حلبة ثقافية ماتعة وكعادته استطاع ان يجذب جمهور مميز يجد ضالته ما بين ندوات ثقافية علمية ومسرح وموسيقي وجناح للطبخ الحي ومقاهي للانس وما بين دفتي الكتاب ان كان قصة او رواية وشعر وطبخ ورسم وتكنولوجيا وارث وتراث وإن غلا سعره وكأن الدوحة تأبي إلا ان تحقق مقولة أطلقها قبل سنوات بعيدة وزير الاعلام الاسبق الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري بأن الدوحة عاصمة للثقافة الابدية ..
Awatifderar1@gmail.com
