أطياف ... بقلم: صباح محمد الحسن
هزيمة كرتي وكتائبه !!يتعدى إلقاء القبض على قيادات إسلامية داخل أرض المعركة لغة التعبير في الوصف أنه واحد من علامات تقدم الخصم ، كما انه في ذات الوقت يكون عصياً عليه الإحتفاظ بملامح الوجه سخرية وتعجب ، إذ ما الذي يجيء بقيادات اسلامية الي أرض المعركة تحمل السلاح لتقاتل قوات الدعم السريع !!
فأين كتائب الظل وأين دفاعها الشعبي ، فبدلا من ان يخوض الحرب قائد تنظيم مدني كان يجب ان يخوضها فريق في الشرطة كجهاز مدني وقوة نظامية متدربة
فإلقاء القبض عليهم يتجاوز كل ماسبق ذكره لكنه يخاطب اغوار الدواخل حُرقة أن هؤلاء القوم الذين أذاقوا الشعب مرارة الثلاثين عاما أرادوا ان يوقعوا على صدر الوطن حرقة ثلاثية الأوجاع ، وجع الفقد في الأرواح وسط المدنيين مع حرق بلادهم وممتلكاتهم واموالهم أمام اعينهم ، ووجع مؤسستنا العسكرية التي سرقوا اسمها و(مرمطوا) سمعتها ، مؤسسة عزف آلاف المنتمين اليها عنها وتركوها للكيزان ، فمنهم من يرى انها ليست حربه ومنهم من ينتظر كرتي ليحقق له نصراً طالما انه اشعل نيرانها ، والوجعة الثالثة ان كرتي رغم إستغلاله لأسم المؤسسة لم يجلب لها نصرا لأكثر من (٧٠ يوما) وبهذا يكون سببا في الإساءة لسمعة هذه المؤسسة في الداخل والخارج أن كيف لها ان تدخل شهرها الثالث في الحرب ولم تدحر مليشيا صنعتها بيدها ؟
فلماذا لم ينتصر الجيش حتى الآن ، الإجابة لاتعود الي قوة الخصم لا (سرعة ولادقة) ولاغيره وليس لأنها حرب مدن الدعم السريع اكثر خبرة فيها من الجيش ، فالجيش له مشاة كما ان الخرطوم الآن لم تعد مدينة للسكن تحولت الي ساحة معركة قرر العطا قصفها قبل ٢٠ يوما بمن فيها للقضاء على الدعم السريع ، وبالفعل قتل العشرات من المواطنين، لكن لم يحقق الجيش النصر لانه لم يخض هذه الحرب ، وبمثلما ان القوات المسلحة تتفوق على الدعم السريع قوة وتنظيما وتدريباً وان الجيش من اقوى الجيوش الافريقية ، فميلشيا الدعم السريع تتفوق على ميلشيات على كرتي واحمد هارون تنظيما وعتادا وخبرة في الحروب
ولم ينتصر الجيش حتى هذه اللحظة لأن الجيش ليس له في الحرب إلا اسمه ، فهو مسلوب القرار وقياداته تحت قبضة الكيزان ، تخرجها للإعلام وقت ماتشاء وتريد، تعطيها مساحة ٥٠ مترا للتحرك في (برومو) لبرنامج اسمه ( الحسم قادم ) يقولون انكم ستشاهدونه قريباً
لذلك لم ينتصر كرتي ولا احمد هارون في هذه المعركة فكتائبهم خبرتها لاتتجاوز كيفية التعامل مع استخدام ( السيخ ) والهراوات لثلاثين عاما فالحقيقة الآن اصبحت كشمس ديسمبر وضوحا أن الذين يديرون المعركة الآن ليست كتائب ظل وحسب بل كتائب ظل فاشلة وضعيفة لم تحقق نصرا مما جعل قيادتها تضطر لخوض المعركة وتعرض نفسها للإعتقالات المذلة .
إذن ماهو المخرج من هذا المأزق الكيزاني اللعين فالحل يكمن فقط في الحوار وان الحسم أمرا ليس بالقريب وان تشبث الإسلاميون بعنادهم فإن خسارتهم لن تكون في قواتهم بل ستكون خسارة فقد في القيادات ، وفي ظل هذه الفوضى ستلوح في الأفق قريبا غيوم التصفيات والإغتيالات فالجميع في خطر إلا الوطن ، فبالرغم من جراحه الغائرة لكنه سيتعافى قريباً وسنرفع رايات السِلم والسلام والمحبة وسنعود كما ينبغي .
طيف أخير:
لا للحرب ....
بعض المحللين السياسيين في القنوات بينهم وبين الذي يحدث بالداخل أميال من غياب المعلومة لهذا ينعكس ذلك تكرارا مملا لخطاب حفظه المتلقي الذي يريد ان يسمع شيئا جديدا
الجريدة