عصب الشارع ... بقلم: صفاء الفحل
بين الاحزاب ولجان المقاومةالرئيس البلاروسي يقول سنقاتل الطرفان اذا لم يلتزما بالاتفاق بينما يقول شيخ الخلوة ترك لابد من استمرار الحرب ولو تدمر السودان كله وبوتن يقول ان حقن دماء الشعب الروسي اهم لديهم من معاقبة فاغنر المتمرد .. والعطا يقول معاقبة الدعم السريع اهم لدينا من حقن دماء السودانيين فهل رأيتم الفرق في مستوي تفكير القادة، ان كان من يقودون البلاد من الجهلاء فهل يمكن ان نطلق عليهم كلمة قادة،؟!! اما المصيبة الاكبر في الفهم السياسي لدينا هي الصمت المريب لاحزابنا الوطنية وغير الوطنية علي هذه التصريحات الرعناء دون ان تدافع عن حق الشعب السوداني في الحياة بسلام وأمان وكأن الأمر لا يعنيها وهي تخاف اللجنة الأمنية ومن وراءها الكيزان الذين رفعوا عصا الخيانة و الإرتزاق و الإرتهان لكل من يقول لا لهذه الحرب العبثية
لم يسجل التاريخ أحقر وأجبن من مواقف الاحزاب السياسية في هذه الفترة المفصلية وهذا الصمت المهين الذي يعمها جميعها، الايدلوجية منها والطائفية وهم بلا حراك يذكر في هذه المرحلة الحرجة حيث كنا ننتظر أن تصدح هذه الاحزاب بكلمة الحق في وجه هذه اللجنة الأمنية الجائرة وتتواصل مع قيادات الجنجويد وأن تفعل كما فعل رئيس بيلاروسيا الذي خاض المفاوضات مع طرفي النزاع وارغمهم علي سماع صوت العقل وأن تسخر أحزابنا كافة إمكانياتها وكوادرها لإجبار طرفي النزاع علي التوقف عن الاستمرار في هذه الحرب العبثية حيث يسترخص الطرفان ارواح الناس في سبيل الوصول إلي غاية (لن يصلاها) ولو كان ذلك من خلال الخوض في دماء المواطنين وتدمير كافة مرافقه وسرقة منازله وإغتصاب حرائره حيث تتابع أحزابنا الاحداث مثلها وكافة (المرجفين) ولاندري هل هذا الصمت خوفاً ام طمعاً..
كان يمكن ان تلعب احزابنا دور الوسيط إن كانت لها المكانة والقوة ولكنها أظهرت هوانها وضعفها وهي تؤثر الصمت والعويل ولا تظهر الا من خلال بيانات هزيلة من حين لآخر، في موقف لن ينساه لها الشعب السوداني، خاصة وانها قريباً ستدعوه الي دعمها عبر صناديق الاقتراع للعودة لكراسي الحكم.
ثورة ديسمبر وهذه الحرب العبثية علامات فارقة في تاريخ السودان مكنت الشباب لقيادة المرحلة القادمة بعد أن خزلت الاحزاب السياسية المواطنين واظهرت هوانها ولم تجد هذه الأمة غير هذه القوة القابضة من الشباب وهي تقدم الدعم والمؤازرة لكل محتاج وتقف وحيدة رغم ما تتعرض له من فلول النظام السابق
التحية لشباب المقاومة الذين قدموا نموذجاً طيباً وواعي للوطنية وأشعلوا الكثير من الشموع بدلا عن لعن الظلام وكانوا النبراس الوحيد وضوء اخر النفق الذي اطلق صيحة ان هذا الوطن مازال بخير مهما تكالبت عليه المحن..
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص أمر لا تراجع عنه..
والمجد والخلود للشهداء
الجريدة
