فكي على ✍
مِن الأشياء التي تُثيرُ تعجُّبي الشديد هِي أمطار الغزل التي تتهاطل مِن منصات كثير من الأصدقاء الذين نحسبهم مِن الأخيار وإن تباينت رؤانا وتوجهاتنا ومواقفنا كلما ظهر أحد قيادات الجيش، لا سيما البرهان وكباشي وياسر العطا! تغزل صادق في المظهر والمخبر، في المهنية والإحتراف والرجولة وأحيانا التدين! ستلمح عبارات لا نستعملها إلا في حق مَن يستأهلها "وطني غيور، أريتو ولدي واعقر علي ..إلخ"، وكأنّهم ظهروا من العدم بلا ماضٍ ولا ذاكرة مشتركة لهم مع جموع الشعب السوداني ولا صلة تربطهم بما حدث ويحدث الآن!
أتفهم لحد أن يعتبرني الكثيرين متهاوناً أن يصطف الكثيرين وراء الجيش كمؤسسة لتقديرات سياسية أو أخلاقية أو حتى دينية متأويلين في ذلك النصوص، فيعبؤون جنوده بالمديح وبشتى السبُل التي من شأنها أن ترفع الروح المعنوية، بيد أنّ كيل الثناء والمديح للقادة سيما هؤلاء الثلاثة لا أجدُ مخرجاً له لا في التقديرات السياسية البراغماتية ولا الأخلاقية ولا الدينية ولا من أي وجه، فقد ذاقت البلاد في عهدهم الويل والثبور، حيث ساموا الناس سوء العذاب، فذبّحوا الأبناء واستحيوا النساء وعاثوا في الأرض الفساد على مرأى ومسمع السودانيين ومحيطهم الإقليمي وأمام العالم أجمع، أحترم من يساندون الجيش ويعلنون سخطهم على قيادته التي أخرجته في هذا الضعف والهُزال على أقل تقدير دعك من الفظائع التي ارتكبوها في حق الشعب، بأي وجهٍ يُمْدَحون؟! جراء أي صنيعٍ حَسن؟! والله لم أُقَلِّب وجهي في صحائفهم المبذولة في المشهد العام إلا وجدتُّ ثكل العدد، وحزن الأبد، وفقد حليل، وقتل أخٍ عما قليل ، وبين ذين غرس الأحقاد، وتفتت الأكباد أمام الأشهاد كما جرى على لسان الجليلة بنت مرة.
إنّ أقصى ما يمكن أنْ يفعله هؤلاء كف ألسنتهم عن قيادة الجيش إلم يروا في هجائهم مصلحة تُرْتجى في ظل الأحداث الجارية، أتطلع بصدق لمعرفة دوافع هذه الفجاجة التي توغر الصدور وتستعرض شريط المآسي التي تنكبنها وما زلنا ولن ننفك حتى يقطع الله دابرهم، ويفرق جمعهم، ويشتت شملهم!