أطياف - صباح محمد الحسن
يحاول قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان بعد أن دخلت الحرب شهرها الرابع وضع الحصان أمام العربة ، بعد أن أدرك أن فلول النظام البائد أصبحت تحفر له (غريقاً) إن كان بإصرارها على إستمرار الحرب او بعملها الدؤوب لإجهاض التفاوض ، ففكر في آخر المحطات التي غادرها قطاره وحمل هاتفه ليجري اتصالا ًمع عمر الدقير القيادي بقوى الحرية والتغيير ليؤكد له التزام القوات المسلحة بالعمل على وقف الحرب عبر منبر جدة ، فالبرهان يعلم أن حصانه كان يجّرَ العربة بالمقلوب حتى وقع في الهاوية ، وأنه أصبح رهيناً لعصابة الحرب الذين جعلوه خاسرا أكبر .
فاختار الدقير ( ليُشهده على مافي قلبه ) لطالما أن لسانه أصبح مسروقاً وقراره مسلوباً سيما أن عقارب الساعة في مخبئه تأخذه الي الوراء ففكر البرهان ملياً في البحث عن نفق يصل به الي طاولة التفاوض ، طريق ثالث يحتاج الي شخص آخر بعيدا عن محيطه ، يأمنه على رأيه عله يعكسه بصدق في مفاوضات جده !!
وينقل للمجتمع الدولي رغبة المؤسسة العسكرية كما هي دون تزييف !! هذه المكالمة كشفت بلاشك أن الوفد المفاوض في نظر البرهان ماهو إلا (مترجم خائن) يعكس رؤية خطأ للجيش، أو يمثل جهة أخرى غير المؤسسة العسكرية التي تؤكد حرصها على المفاوضات وفي ذات الوقت ترى بعينها تعنت الوفد هناك وعدم إلتزامه بالبقاء على طاولة التفاوض .
تأتي الخطوة او ( المكالمة ) متزامنة مع أوامر السلطة الانقلابية بالقبض على هارون وحاشيته من الفلول
تلك الأوامر التي لم تأت صدفة لأن المؤسسة العسكرية ( رهيبة ) وتريد التضييق على الفلول ، لكنها أرادت أن تكبح جماح رغبتهم في مواصلة الحرب بعيدا ً عن رغبة الجيش ، فالسلطات الانقلابية إن كانت تريد أن تلقي القبض على هارون لفعلت ذلك قبل ثلاثة أشهر وماكانت سمحت لهم بالخروج من السجن وإقامة ندوات وخطابات بالشرق ، وإن كانت حقا تريد أن تبسط العداله لما تركت مجموعة كرتي وكتائبه وأمرت بالقبض على مجموعة هارون ، لكن لأن كرتي استسلم بعد خسر رهانه لكن مازال هارون يردد ( اكسح وامسح جيبو حي )
لذلك سيعود وفد الجيش مجددا الي جدة أو ستقوم المؤسسة العسكرية بعملية استبدال للوجوه هناك ، لكن على كل حال سيحمل الدقير رسالة من البرهان الي الوساطة والمجتمع الدولي وستكون قوى الحرية والتغيير هي حلقة الوصل بين المؤسسة والوساطة.
لذلك أن تصريح بعض قيادات الحرية والتغيير وإعلانها عن إقتراب موعد وقف إطلاق النار ، جاء الآن وليس من قبل بعد أن ( ملأت يدها ) من إلتزام جاد ورغبة صريحة من المؤسسة العسكرية التي أكدت لها رغبتها في التفاوض ودعتها أن تكون ( واسطة خير ) . !!
طيف أخير:
ولأننا تحت وطأة الحرب فما تفرضه من ظروف أحيانا يجبرنا علي هدنة مؤقته بين القلم والحروف ، نأسف للغياب ، شكرا ومكملين.
الجريدة