عصب الشارع - صفاء الفحل
لمسات جده الأخيرة
عندما قتل إبن الراحل الطيب مصطفى (خال المخلوع) في معارك الجنوب أفرغ (الخال) حقده على النسيج الاجتماعي ودق طبول العنصرية البغيضة وطالب بفصل الجنوب فتبعه القطيع المغيب بإسم الدين حتى تحقق له ما أراد وذبح بتلك المناسبة ثور أسود واليوم يموت العشرات من جراء هذه الحرب العبثية ومازالت أقلام بعض الارزقية وبعض ممن فقدوا أعزاء لهم في خضم المعارك يطالبون بإستمرارها بحقد أسود وصل إلى حد مطالبة (البرهان) دك كافة منازل العاصمة بمن فيها وإستخدام وهم (القوة المميتة) التي هي أصلاً غير موجودة، فالجيش يستخدم أقصى مالديه من قوة ان كانوا لايعلمون.
مجموعات الحقد الكيزانية هي التي تقود إذكاء نار الفتنة والحرب اليوم لأغراض ذاتية بحتة من خلال السيطرة على الإعلام العسكري رغم أن ما يتفوه به الكاذب الرسمي باسم الجيش بعيد تماماً عن واقع الحال فمباحثات جده كما يقول المراقبين قد قطعت شوطا طويلاً من الإتفاق ولم يتبقْ إلا القليل للوصول إلى إتفاق نهائي لوقف للحرب أو الوصول لهدنة طويلة الأمد قد تستمر عدة أشهر وهو عكس ما يعلنه الكاذب الرسمي بأن وفد القوات المسلحة لم يبارح الخرطوم، فإذا كان هذا حديث الجيش فعلاً فمن الذي يتفاوض في جده.
المجموعة التي تتفاوض في جده هي مجموعة (البرهان كباشي) والتي بدأت المباحثات قبل حدوث إنقلاب البدروم بقيادة ياسر العطا وبعض صغار الضباط وهم محاصرين ولايجدون تأييدًا من مجموعة كبيرة من الضباط ويستعينون ببعض ضباط الأمن الشعبي بعد أن تم فرضهم بالزي الرسمي علي المجموعة الموجودة بالبدروم وهم مجموعة محدودة ستسقط بمجرد الانتهاء من تلك المباحثات واعلان نتائجها.
ما يردده الكاذب الرسمي يصدر تحت ضغط من بعض الجيوب الكيزانية المتبقية داخل البدروم بغرض إحداث بلبلة وتشويش للرأي العام فالمباحثات التي تجري بجده برعاية دولية وصلت فعلاً للعديدة من التفاهمات في طريق إيقاف هذه الحرب العبثية والخوف فقط من إقدام تلك الجيوب على عملية إنتحارية تزيد من كمية الدماء المسفوكة إذا ما تزايدت عليها ضغوط مجموعة الأرزقية التي ترى في نهاية الحرب ووقف القتال نهاية حتمية بالنسبة لهم وأحلامهم الإنتقامية
قريباً ستنتهي مباحثات جده وستصدر توصياتها وسيتم إتفاق لوقف الحرب أبى من أبى ووافق من وافق.. وستكون توصياتها ملزمة ولن تتمكن تلك المجموعة القليلة التي تقود إنقلاب البدروم الوقوف أمام آليات التنفيذ فهي تجد التأييد من الجزء الأكبر من ضباطنا الأحرار وبالتالي سيسدل الستار على مجموعة من المؤامرات التي تمت خلال الفترة الماضية ... وسيكون كما نردد دائما :