كوز .. جك .. ملهاة زمن الحرب..
بقلم: عواطف عبداللطيف
في ذات الوقت والخرطوم تحترق .. والقلوب تتوجع والنيران تأكل الاخضر واليأبس .. والجثامين لا تجد طريقها للمقابر والايادي القذرة تدنس مفارش الحبوبات الطاهرات وتنبش الخزائن بحثا عن ما خف وزنه من حصاد شقى السنين للمواطن. الاغبش .. نعم في ذات. هذا. الوقت الذي يدمر التتار المصانع وينهبون البنوك ويعطلون. مولدات الكهرباء والماء والقصور والاسواق والرواكيب والمحاصيل.
ان ما خلفته الحرب من دمار ورماد لم يشهد التاريخ مثله منذ ان عرف البشر. عواصم لدولهم التي شيدوها برهق الانفس والاموال الطائله لتطويرها .. وفي ذات هذا الوقت القاسي والنازف تراصص كثير. من المثقفين والعلماء. المفكرين. وتجار الابقار والملح. والليمون ليشخصوا الداء. و ليضعوا اطارا وطنيا وقوميا لاخراج السودان من عنق الزجاجة الخانقة ليكون هناك وطن او لا يكون وفي ذات. الوقت ايضا . تمترس. البعض وهم. كثر. ليحدفوا بعضهم بعضا بفرية مقطوع الطاريء ( كوز وجك وفلول ) .. فيا تري هل هي حيلة العجز عن تقديم حل ناجز لانهاء هذه الحرب القذرة .. ام. هو عدم. القدرة. لرسم خارطة طريق لحسن استغلال القدرات الفكرية الهائله ... لصناعة سودان. جديد. حدوده وسكانه .. ولنصب ميزان العدالة المنضبط لاعادة سجلات القانون لمساراتها الصحيحة .. ولاسترداد الاموال المنهوبة .. والجامعات المغلقة ولغرس وتعميق قيمة الانسانية والتألف والتصالح والاندماج .... ولأجلاس الفاقد التربوي والتعليمي علي كراسي الدرس .. و التوازن لمن اصابتهم اللوثة العقلية جراء الضغوطات النفسية .. والنازحين لمساكنهم. ولتشغيل. جيوش العاطلين ..
ان تبادل الاتهامات وعبارات ( كوز جك فلول ) هو الخواء الفكري والملهاة في وقت يحتاج فيه الجميع لشحد الهمم والافكار والقيم النبيلة لانبات بنود القانون الصارم. ونصب منصات العدالة والمساواة .. إن الحرب لن تتوقف بهدر الوقت في جدلية دون حكم القانون ان الوطن خرطومه ودارفور وشرقه يستنزف قدراته البشرية وثرواته الطبيعية وموروثاته المجتمعية. ما لم تتحرك الصفوة المستنيرة لتجاوز. الملهاة المقيتة التي عطلت الافكار وكادت تفسد النفوس النقية .. ان ميزان العدالة والامن والحكم المدني الرشيد المحروس بالقوي الحقيقية للثوره بعيدا. عن. الشخصنة. هو وحده يجب ان يسود ولن يتأتي ذلك دون حشد القدرات وترتيب الاولويات .. حينما وقعت تفاحة علي رأس نيوتن صنع للبشرية نظرية الجاذبية ..
ولكن تراصص مثقفي بلادي والمستنيرين والمتعلمين خلف الاجهزة الذكية واستهلاك قدراتهم الفكرية في الجدليات العقيمة والتراشق السياسي والتقافز من. مطار لاخر لن يصنع تقدما ولا نماء وقطعا. لن. يوقف الحرب التي تستعر نيرانها ودون ان يلوح في الافق مخرج أمن ولن. تأتي. الحلول من. جولات خارج. حدود. الوطن. الحدادي. حفظ الله أهلنا. الطيبين . الانقياء واولى. عليهم. خيارهم .
Awatifderar1@gmail.com
