جذريون ؟. نعم ..لماذا ؟
كمال كرار
لأن ثورة ديسمبر ولدت لتبقى وليست قابلة للبيع والشراء في أسواق العسكر والمخابرات والعواصم الأجنبية.
ولأن دماء الشهداء تستصرخ الثوار ألا إستسلام أو تراجع أمام أعداء الثورة.
ولأن ٦٧ عاما انقضت منذ الاستقلال،حكم في غالبيتها العسكر بالعنف والإرهاب، فرجع السودان للقرون الوسطى .
ولأن هذه السنوات حولت السودان لدولة فقيرة تابعة .. تتسلط عليها أقلية فاسدة حكمت باسم الدين، وقسمت الناس لمواطنين من الدرجة الأولى والدرجة الرابعة، ونهبت الثروات، وشنت الحروب في كل مكان..فصار السودان دولة فقيرة تنهشها المجاعة والمرض أغلب سكانها لا يجدون قوت يومهم .
وانهار الاقتصاد ..والتعليم لمن يستطيع الدفع، والعلاج لمن يستطيع الدفع ، والفقراء لا يستطيعون دخول المدارس ولا يتعلمون فيتحولون لعمال يومية في مصانع الحرامية يقتلهم بخار الكبريت وثاني أكسيد الكربون بعد حين ..
وثلثي السكان لا يحصلون على الكهرباء ولا مياه الشرب النظيفة، يستخرج الذهب والبترول من مناطقهم، ونصيبهم سموم الزئبق والسينايد وتلوث الهواء .
وينقل خام البترول والماشية والصمغ من أقاليم بعيدة،وحتى ميناء التصدير، ودولار الصادر لا يغشى الفقراء،بل يدخل إلى حسابات الحرامية في بنوك أجنبية.
ويكدح العامل لمدة ١٨ ساعة، وبأجر لا يساوي ثمن صحن الفول،ويزرع المزارع القمح لكنه لا يستطيع توفير ثمن الرغيفة،ويزاح الأهالي من بيوتهم بالقوة لتوطين الجنجويد،ولبناء السدود، ولفائدة المستثمرين الأجانب ..
٦٧ عاما ..وكل الحكومات عسكرية ومدنية مسحت بالأرض كرامة الشعب والوطن، يقبلون الشروط والإهانات،ويقتلون الشعب إن خرجت المظاهرات .
هذا التاريخ المظلم لا يزال حاضرا إلى اليوم ..
وكيف العمل ؟ مواصلة النضال بلا هوادة لهزيمة أعداء الثورة كيما ينهض السودان من جديد .
لا تفاوض لا شراكة لا شرعية ..العسكر للثكنات والجنجويد ينحل ..مدنيااووو.
جذريون نعم ..لأجل الوطن الغالي .
وأي كوز مالو ؟
