محمد حسن كبوشية
(الزراعة هي الحل لكل أزماتنا ومشاكلنا الاقتصادية الطاحنة ) .. لا أعتقد أن هنالك من يعترض على هذه الجملة في بلد مثل السودان تمتد أراضيه الخصبة مل البصر وتشقه الانهار من كل الاتجاهات ، ولكنه يفتقد للتخطيط الاسترايجي السليم والارادة والعزيمة في دولة يدير شانها الزراعي والحيواني جيش جرار من الوزراء والمختصين يتجاوز المئات والمحصلة عثرات وعثرات ، تطل براسها عند بداية كل موسم زراعي صيفي كان او شتوي .
سيدي الرئيس ... القضارف ولاية ذات خصوصية في كل شئ ..أرضها ..أهلها .. خيرها .. إنتاجها .. كل شئ يجعلها مميزة وذات اهتمام وترتيب خاص ، وشاعرها الراحل خليل عجب الدور يكفيه أن صاغ بعض عبارات عبرت عن هذا الخير الدافق :
سقى القضارف موفور الغمامات في مطلع الفجر او عند العشيات...
ودام منتظما ارض الهشيب او ارض الكراديس او ارض الدهيمات ...
تسوقه الريح مدفوعا لسمسم او الى الفزارهـ فيحاء المسافات ...
وليته لو سقا المتنا يمر على ارض الصفية مرعى الابل والشاة...
سيدي الرئيس ... خريف هذا العام بانت بشائره في الطرفه والنترة فشحذ الهمم وحرك السواعد التى عرفت بالانتاج وكفاية اهل السودان من شر السؤال والجوع فانطلقوا في المشاريع الزراعية يفلحون الارض وينثرون بذور الانتاج الوفير ويعلمون جيدا علم اليقين حوجة البلاد لهم في ازمة خانقة سيطرت علي المفاصل وعطلت الكثير ، وإن كانوا على قناعة تامة بأن أزمة الجازولين ستكون عابرة مثل أخرياتها لما لمسوه من جدية الدولة في الاهتمام بالزراعة في فترات سابقة ، ولكن كان هذا الموسم كغيره من المواسم فقد طالت الصفوف وطال الانتظار مابين سجال هنا وهناك ، فوزارة النفط تحمل المسئولية لبنك السودان والبنك يحملها لوزير الزراعة وهكذا مضي نصف الزمن والزراعة مواقيت كما تعلمون ... فأقرعوا الواقفات قبل أن يجفلن .
سيدي الرئيس ... مزارع القضارف يتوجه إليك بندائه الاخير قبل ان يضيع هذا الخير من أهل السودان وتتقلص ملايين الافدنة الى الالاف بسبب شح الجازولين واحتراقه عند حصاده ، وما كان يضيره ان ينتج ما يسد رمق حاجته وحاجة أهله ولكن هو الانتماء ومسيرة الاباء والاجداد في العطاء والبذل ليعم خيرهم الامة فهل من بشري وفرج قريب؟
أخرالدعاش:
الله أكبر والحمدلله علي شفاء أمي الغالية ست الكل وشجرة الضل فقد كان الصبر والتفاؤل مفتاح الفرج هزمنا اليأس والحزن والمرض ..ثمانية أشهر تعايشنا مع الألم وإنتصرنا .. إنتصرنا .. لأن من توكل علي الله فهو حسب