خالد مفتاح
سمر بدوي ضحية من ضحايا سلطة الرجل المستبد و نتيجة ثقافة التمييز الجنسي بين الذكر و الانثى ، كان والدها نموذجا لثقافة سلطة الرجل و التعامل مع المرأة انها أحد مقتنياته ، رفضت سمر تلك السلطة و تأذت كثيرا من صغرها في مواجهة عقاب الاب النواة الأولى التي انطلقت منها إلى سجون دولة الرجل بحكم قانون العقوق و عصيانها نظام وصاية ولي الأمر بسبب هروبها للاقامة في ملجأ بجدة بعد رفض والدها تزويجها .
بعد أن أصبحت قضيتها تشكل رأي عام دولي و محلي تم الإفراج عنها و نقل وصاية ولي الأمر من والدها إلى عمها .
حملت سمر شعار حقوق الانسلاخ من سلطة الرجل الظالمة ، سمر لم تحصل على حقوقها التعليمية كاملة فهي لم تتجاوز المرحلة الابتدائية فهي تحمل شهادة الصف السادس ابتدائي .
بدأت مشوارها الحقوقي حين رفعت قضية ضد وصاية والدها بسبب معاملته القاسية .
رفعت قضية ضد وزارة شئون البلدية لرفض قبولها في الترشح لانتخابات البلدية .
شاركت في حملة حقوق المرأة السعودية لقيادة السيارة كما رفعت قضية ضد قسم المرور لرفض إعطائها رخصة قيادة .
تم اعتقالها من قبل السلطات السعودية عدة مرات بسبب قضايا حقوقية ، في أحد تلك المناسبات التعسفية من قبل السلطات السعودية قدم مركز التحقيق الأمريكي طلب تدعو فيه وزارة الخارجية الأمريكية الضغط و استغلال علاقتها بالسعودية للإفراج الفوري عنها ، إلا أن السلطات السعودية نفت أن سمر تحت الاعتقال آنذاك وما اثير حول اعتقالها مجرد إشاعة يراد بها إثارة الفوضى فقط .
توج نضالها و كفاحها بجائزة أشجع نساء العالم من قبل وزارة الخارجية الأمريكية .
اليوم سمر تثير قضية بين دولة السعودية وكندا بسبب اعتقال السعودية نشطاء حقوقيين على أثرها قامت السفارة الكندية بتغربدة تطالب بالإفراج عنهم ، واعتبرت السعودية هذه المطالبة تدخل في الشؤون الداخلية و طلبت من سفير كندا مغادرة الأراضي السعودية و استدعاء سفيرها ، وصلت أيضا إلى أن السعودية طالبت بابقاف النشاطات و العلاقات الاقتصادية بينها وبين كندا و لازالت هذه الأزمة مثارة بين الدولتين في الوقت الحالي ، وختى نكون اكثر حيادية فحسب الأعراف السياسية والدبلوماسية قد تكون السعودية محقة في ذلك ، بإعتبار اللهجة الكندية فيها نوع من التدخل في الشأن السعودي الداخلي و هذا أمر مستهجا .
عودة إلى نموذج سمر ، ربما ليست الوحيدة في هذا العالم التي تعاني من قسوة و نظام سلطة الرجل ، بل مؤكدا أنها ليست وحدها فهناك نسوة كثر حملن لواء التخلص من وصاية الرجل المستبد بقانون الدين و الارث والقوة الجسدية .
انا على يقين أن في مجتمعاتنا الشرقية الكثير جدا من القصص التي تخفبها جدران البيوت ، يسمع خلفها همس اهات التخلف و الظلم ينتج عنها كبت قد يؤدي إلى انفجار بداخل هذا الكيان الرقيق الذي احسستموه بضعفه ولبس ثوب التبعية تحت عباءة سلطان الذكر الجائر .
هنا يمكننا العودة إلى إحصائيات نسبة لحالات محاولات الانتحار ، نجد أن في دولة السعودية فقط حسب تقارير قدمتها دراسة سعودية عام 2007 بأن 80% من حالات الانتحار كانت من النساء ، هذا الرقم المرعب يحتاج منا إعادة النظر فهو يثبت لنا أننا نحن الرجال سبب تلك المأساة و علينا تحمل مسؤولية ذلك أمام التاريخ .