55 يوماً على التوقف.. مطار الخرطوم.. مشاهد للذكري
الخرطوم:طيران بلدنا
كُنّا نسخر منه ونعتبره الأسوأ ونمارس استهزاء وتنمُر على من يعمل فيه،كُنّا نعقد مُقارنة غير عادلة بينه ومطارات في دُول لم تعرف الحروب طريقاً إليها مُنذ نشأتها،كُنّا نوجه سهامنا إلى الأجساد الخطأ التي لاذنب لها فيما آلت إليه الأوضاع فيه،هم مجرد موظفين لاحولة لهم ولاقوة،ادمنا طعن ظل الفيل سنيناً عددا، ولم نمتلك الجراءة التي تدفعنا لمُحاسبة المسؤول الحقيقي عن تدهوره وتواضعه.
اهدرنا زمناً طويلاً في الحديث عن الحمامات والسرقات ولم نمارس ضغوطاً على من تذهب إليه إيرادات المطار السنوية التي تقارب المائتي مليون دولار وذلك لأننا والفشل سيان في تنظيم الحملات الإعلامية التي تجبر الحكومات على الانصياع لصوت الرأي العام الذي يفترض به أن يكون الحاكم الفعلي وصاحب الكلمة المسموعة.
عندما اندلعت الحرب كان يفترض به أن يكون منطقياً بعيداً عن مرمى النيران ولكن مُنذ اليوم الأول كان مسرحاً لاقتتال عنيف وبدل سماع ازيز الطائرات المدنية وهي تُحلق كان صوت الرصاص هو الأعلى ، وبعد مُضي 55 يوماً على توقف الحركة فيه ادركنا أن المطار الذي كُنا نسخر منه كان يؤدي الغرض بشكل جيد.
نعم لم يكُن مُرضياً ولكن لم نضع في أسوأ احتمالاتنا أننا ربما نفقده ويسوقنا الحنين إليه،وهاهي الأيام تدفعنا إلى ذلك، بعضاً منّا يتمنى أن تعود إليه الحياة فيما انبري تيار آخر يطالب بتشييد المطار الجديد، هؤلاء وأولئك يدفعهم الأمل والعشم ولكن الواقع يؤكد أن البندقية ماتزال تتحدث وبعد صمتها لانعرف هل سيكون بمقدور خزانة دولة خارجة لتوها من حرب مُدمرة أن تعيد إليه الحياة أم تدير ظهرها له وتشرع في مُخاطبة جذور الأزمة واستشراف المُستقبل بالإنتقال إلى تشييد المطار الجديد، أم أنها ستكون غارقة في الأزمات ولاتعتبره أولوية وتجدد الثقة في مطار بورتسودان!!.نترك الإجابة للأيام.
