شكراً مصر.. لكن هل من مراجعة؟
بقلم: فايز السليكـ
فتحت الشقيقة مصر قلوب شعبها قبل أبوابها للسودانيين، ووقفت معهم موقفاً يسجله التاريخ في التعامل مع الأزمة الانسانية الحالية كأبرز تداعيات الحرب العبثية.
وسعت مصر رسمياً لتذليل كثير من العقبات بما في ذلك السماح بدخول البعض بوثيقة سفر اضطرارية، وهي عادةً وثيقة تصلح فقط للسفر لحاملها لمرة واحدة للعودة إلى بلاده من الخارج.
وسط ذلك أصدرت السلطات المصرية قرارات مفاجئة، ومن طرف واحد قضت بالغاء أو ( تجميد) بعض بنود اتفاقية الحريات الأربعة الموقعة بين الخرطوم والقاهرة.
وتسمح الاتفاقية بتنقل النساء والرجال فوق سن الخمسين عاماً، والصبيان دون سن ١٨ عاماً في البلدين دون الحاجة للحصول على تأشيرات دخول.
دون شك لقد سبب الزحف السوداني العظيم ضغوطاً على مصر، وسوف تنعكس ظلال هذه الضغوط السالبة على تقديم الخدمات، و على اسواق العقارات، كما لا يستبعد أي عاقل احتمال تفجر مشاكل أمنية كأحد افرازات التدفق الكبير.
ومع حق مصر اتخاذ اي قرار في سياق سيادتها الوطنية ، وحفظ أمنها القومي، إلا أن القرار المفاجئ سيلحق أضراراً بليغة بكثيرين.
هناك قادمون الى حلفا وأرقين في ظروف لا تحتمل التأخير في ظل بروقراطية الإجراءات، ويوجد ضمن هؤلاء مرضى وكبار سن.
ايضاً سيتضرر قادمون من دول الخليج والغرب من القرارات المفاجئة، فكثير من القادمين من تلك البلدان كانوا قد حجزوا تذاكر سفرهم إلى القاهرة، بعد حصولهم على اجازات من العمل استعداداً للسفر.
لذلك من الأفضل منح مهلة زمنية قبل سريان هذه القرارات، مثل أن يبدأ التنفيذ بعد مرور شهرٍ من اعلانها ولو باستثناء كبار السن والمرضى العالقين في الحدود، أو القادمين ( زيارات) من أوروبا والخليج لأنهم رتبوا اوضاعهم قبل السفر وفق اتفاقية الحريات الأربع.
المؤكد ان هذه الشرائح من السودانيين لهم وظائف، ويمتلكون اقامات عمل، أو اقامات دائمة في البلدان التي يأتون منها ، و غالباً ما تأتي زياراتهم لمصر ؛ بغرض تفقد أقارب، تطبيب مرضى، دعم أهل محتاجين، مقابلة أفراد اسرة، أو بغرض السياحة.
وبالطبع؛ فإن دخول هذه الشرائح لن تؤثر سلباً على مجمل الاقتصاد المصري؛ بل على العكس فلسوف يساهمون في ضخ ملايين أو مئات الآلاف من الدولارات خلال اجازات الصيف.