اعلام الكراهية على طريق حسن انجيري
بقلم: فايز السليكـ
حسن انجيزي، صحافي رواندي حكم عليه بالسجن المؤبد بسبب مشاركته في التعبئة واثارة خطاب الكراهية ضد التوتسي وارتكاب جريمة إبادة جماعية.
كان انجيزي، يصور التوتسي كثعابين، وينشر ذاك في صحيفة ( كانغورا) لتجريد التوتسي من انسانيتهم واعتبارهم مجرد ثعابين وحشرات وصراصير يستحقون القتل.
وفي ذات السياق خصص راديو رواندا مساحات لتجريد التوتسي، من الوطنية والإشارة إلى أنهم عرب واسرائيليون.
نعم تجريد من الانسانية، مجرد حشرة يجب دهسها، عملاء ، خونة يجب قتلهم فداءً للوطن.
وهنا في الخرطوم تخصصت كتيبة من نافخي الكير وحمالات الحطب في شحن الناس، حقنهم بمصل التوتر، بث الكراهية، وصف القوى المدنية بالعمالة وعدم الوطنية وحملة الجوازات الأجنبية لفصلهم عن محيطهم.
ليس من المستبعد انزلاق بلادنا في وحل الحرب الأهلية وارتكاب جرائم ضد الانسانية؛ ومن مناظرها تمثيل الجنجويد من قتلة الشهيد خميس عبد الله، وجنود بلهاء يقهقون ويكبرون، وفي المقابل جندي من الجيش يذبح احد أفراد قوات الدعم فيما الناس من حوله يكبرون كأن المذبوح ديك.
جرد الشحن الكثيف كثيرين من انسانيتهم حتى تطبعوا مع الموت، وكان لأفعال الدعم السريع دوراً كبيراً في ذلك عبر تنفيذ عمليات خرقاء مثل احتلال البيوت واغتصاب النساء.
إن شرف مهنة الاعلام يتطلب النأي عن التهريج، والانفعال العاطفي وتسميم الاجواء، إلا أن كثيرين اختاروا طريق حسن انجيزي، الذي كانت محطته الأخيرة السجن المؤبد.