الحكومة الانتقالية ما بين السياسيين والمستقلين - موقع الحوش نيوز

موقع الحوش نيوز

موقع الحوش نيوز

اخر الأخبار

اعلان

ضع إعلانك هنا

اعلان

إعلانك هنا

Tuesday, August 1, 2023

الحكومة الانتقالية ما بين السياسيين والمستقلين

 

الحكومة الانتقالية ما بين السياسيين والمستقلين

بقلم: د. فخرالدين عوض حسن عبدالعال

فى البداية اود ان الفت نظر القارئ الكريم باننى اعرف
" الاحزاب السياسية" فى السودان من داخلها ..واكتب عن تجربة ومعاصرة ومعايشة ومعرفة عميقة بكيفية عملها ..

وان اسقطنا التعريف المنهجى والعلمى للحزب فاننا وبكل بساطة لن نجد فى بلادنا اى مؤسسة حزبية ديمقراطية ..بل هى " مشاريع" واجتهادات هنا وهنالك ..ولازالت احزابنا فى طور التخلق/ التكوين ..ولازال قرارها بيد فرد او شلة/جماعة مصالح ومن خلفها من يحسبونه " قطيع".. يكتفوا "بتنويره" ..او يطالع الاخبار من الوسائط ووسائل الاعلام!

وان سألت عن الية اتخاذ القرارات فى اى "حزب" سودانى لن تجد اجابة واضحة لدى القيادى فى تلك الاحزاب، ناهيك عن معظم العضوية التى يكتفى معظمها بالتصفيق للقيادات
" الملهمة"!

لذلك فان الاحزاب لا تقدم لاى حكومة انتقالية او غيرها، افضل كوادرها تأهيلا وعلما وخبرة وعشقا لتراب الوطن ..وانما يتم الاختيار بنفس طريقة اتخاذ القرارات فى تلك الاحزاب .. من ضمن " الشلة المسيطرة" ومن بينهم بالطبع مصادر تمويل تلك الاحزاب والتى لها تاثير عظيم على مسار "الاحزاب" ومصيرها!

والبعض يعتقد بان الاحزاب الطائفية هى الاتحادى والامة ..ولكن الحقيقة هى ان كافة " الاحزاب" السودانية
" طائفية"!!. ان اسقطنا عليها كيفية اتخاذ القرارات ..واختيار القيادات? وبدون اى تردد يمكن ان نسميها " جماعات مصالح" / احزاب فى طور التكوين وليس احزاب مؤسسية ..

اما عن الممارسة الديمقراطية داخل جماعات المصالح / "الاحزاب" السودانية فى طور التكوين، فهى فى خصام دائم معها، وتمارس ديمقراطية صورية، وتكبح وترهب المحاولات الاصلاحية ...ويواجه دعاة " التغيير" والمؤسسية الديمقراطية، مقاومة عنيفة وشرسة من تلك الشلليات ..ورغم ذلك تفور وتمور تلك " الاحزاب" تحت التكوين، بالحركات الاصلاحية داخلها ..ولكن للاسف ونتيجة للارهاب الذى تمارسه الشلليات، وتمكنها من مفاصل الاحزاب واموالها، سرعان ما يخرج افراد تلك الحركات الاصلاحية كافرين
" بالاحزاب " وممارساتها ..و" قانعين " من الاصلاح ..وبعضهم يخرج ويكون احزاب جديدة لا تستطيع الصمود طويلا لاسباب سوف اتعرض لها فى مقالى القادم ..
والامل هو ان يواصل دعاة التغيير فى الاحزاب السودانية مسيرتهم المليئة بالاشواك ..فالتغيير عملية شاقة وطويلة ومعقدة ولا يحدث بين ليلة وضحاها ..ويحتاج لنفس طويل وارادة وعزيمة لا تلين ..وصبر ايوبى.

لماذا يفضل البعض بان تتكون الحكومة الانتقالية من مستقلين وليس سياسيين?

ويبقى السؤال المهم:
هل الاحزاب السودانية بشكلها الحالى وممارساتها وكيفية اتخاذ القرار فيها، تستطيع ان تمد الوطن بسياسيين على قدر التحدى ..وخصوصا بعد الحرب العبثية التى دمرت الوطن?

الاجابة حتما لا ..والف لا ..
الا اذا اعتقدنا بان السياسى هو من يجيد "رص" الحديث وهزيمة " اردول وعسكورى" والمعارك الوهمية بين قيادات تلك " الاحزاب" والتى لم تتطور منذ عهد الدراسة والاركان!

ان ما يجرى داخل " احزابنا " من ممارسات وسلوك ..الخ، لا يساعد فى تخريج " سياسى" ينتهج الحداثة والديمقراطية..وله المام بابجديات علوم السياسة والادارة والاقتصاد ..الخ. لانها ليس من شروط الترقى فى تلك الاحزاب ..ولاتطبق فيها الجدارات او ينظر للمؤهلات ..
بل اهم شروط الترقى هى التبعية والطاعة للشلة المتنفذة والقدرة على حياكة المؤامرات والاشاعات واغتيال شخصيات زملاؤه! ...وهى نفس شروط تولى الوظيفة العامة ..لذلك لم ترفض احزابنا طريقة اختيار حمدوك لقيادات الدولة لانها تنسجم مع ممارساتها!! ومن هذه النافذة تسلق اردول وغيره
من الانتهازية والفسدة ..واستبدلنا تمكين باخر ..وداست اقدام تلك الشلليات الحزبية وداخل مكتب حمدوك نفسه، على شعارات الثورة فى الحرية والعدالة والمساواة!! فان فاقد الشئ مؤكد لايعطيه!!.

وفى يقينى ان ذلك الامر برمته يرجع الى امراض الشخصية السودانية المزمنة ونجد نفس تلك الممارسات فى كل المنظومات السياسية والاجتماعية والرياضية! وحتى فى الجيش الذى يعتقد بعضنا فيه الصرامة وبالتالى الخلاص! واصبح بؤرة معظم امراضنا وسبب تخلفنا عن ركب الامم ..وتدمير الوطن!

نحتاج الى تعريف لماهية الحزب السياسى ..
ومن ثم تعريف لمن هو: السياسى ..
لنقرر بعدها فى امر حكومة من مستقلين او حكومة من "سياسيين" بدون خوض انتخابات !

انا شخصيا ومن واقع تجاربى ..اؤيد قيام حكومة خبراء مستقلين ..داعمين وفاعلين فى الثورة واصحاب رؤية واضحة...ومواقف بينة .. يعيدوا بناء الوطن وفق خطط منهجية وعلمية..

هذا بوست سريع ولنا عودة بمقال عميق وشامل وعلمى ومنهجى.



اعلان

إعلانك هنا