ورطة الابالة وحيرة البقارة ومكر الجلابة - موقع الحوش نيوز

موقع الحوش نيوز

موقع الحوش نيوز

اخر الأخبار

اعلان

ضع إعلانك هنا

اعلان

إعلانك هنا

Friday, November 23, 2018

ورطة الابالة وحيرة البقارة ومكر الجلابة


ً✏محمد ادم فاشر
بالطبع  أن العرب في الغرب  هم أعلم واحرص علي مصالحهم وهم وحدهم يحددون  المساهمة المطلوبة للدولة السودانية ولهم الخيار في الخيارات  السياسية ولكن بعض المواقف انهم في  الحاجة الي التنبيه ليس لأننا نعلم ما لا يعلمون ولكننا نقول  ما لا يري الإنسان في نفسه بالرغم من قناعتنا  بأن عرب الغرب لم يكونوا  كيانا سياسيا  واحدا  بقيادة  موحدة يمكنهم  من اتخاذ  موقفا موحدا, إلا  أن  بعض القضايا  لا يمكن الوقوف عليها في المربع الصحيح الا اذا كان هناك نوعا من التفاهم  فيما بينهم بعيدا عن صناعة الإستراتيجيات  مع الغير  وراء ظهور البعض عن طريق بعض المغامرين.
إن عمر التاريخ المستقل للدولة السودانية كانوا أكثر الناس اسهاما  في حرب الجنوب . ولربما لا احد يستطيع توجيه  اللوم عليهم  في القضايا التي كانت مسؤول  عنها الأمية والجهل وشأنهم  شأن كل غرب السودان عندما كانت الحكومات تعمل علي تحضير المنطقة كلها لتكون  صالحة فقط لإنتاج الجنود لاستهلاكهم في  اطول حروب العصر. وما يؤلم في ذلك ليس ويلات الحرب من  فقد الأرواح والعاهات وفقد الأبناء الحضن الدائم  للأبوين ولكن المؤسف أنهم كانوا يحاربون  عكس مصالهم  الاسترتيجية لأن انفصال الجنوب سيظل هم  أكثر  الناس ضررا  ويحصدون تبعاته الما  ليس فقط فقدان  المراعي  التي كانت  ضرورية ومازالت بل فقد وطنهم لان المعالجة المتبقية من قضية ابويي من المؤكد  هم فيها خاسرون أن طال الزمن أو قصر . فضلا عن  الخراب النهائ  للعلاقة مع الجيران  كانت    تربطهم التاريخ  والجغرافيا  والمصالح الاستراتيجية .
لا نريد الحديث عن الفتن التي اشعلتها  الجلابة بين مكونات الغرب  بعد  ان وضعوا النهاية  المأساوية  لحرب الجنوب بغية  التحقيق اكبرقدر من الاذية  والتوتر في المنطقة وكل تلك التضحيات لحساب مجموعة همهم الأول أن يظلوا  في السلطة ولم يلتفتوا  يوما للمصالح الاستراتيجية للشعوب الاخري ولا يعرفون العرفان.
اما عرب دارفور  أنهم  في حاجة  لكز ووخز  وفي رأي الشخصي انهم أكثر الشعوب السودانية وبل العربية  علي الاطلاق لديهم الاستعداد للتعايش  مع الآخر  عربا كان أو غير العرب واقلهم عنصرية حتي من قبائل  الافريقية أو كما يقال وهذا ليس فقط رأي بل حقيقة لا جدل فيها لأن فوز مرشح  زغاوي في حاضرة الرزيقات الضعين  أمر يستحيل  حدوثه  في أي مكان في السودان ولا حتي الإمكان الاخري  في دارفور وقد قلته من قبل  من المحال أن يفوز مرشح الزغاوى في زالنجي  او في شندي أو هبيلا أو في الدويم  او في دنقلا حتي في المائة السنة القادمة بصرف النظر عن الحزب الذي ينتمي اليه.
  وعندما نتحدث عن عرب دارفور يفترض أن نفرق بين العربان الهمج المرتزقة الذين اتي بهم الجلابة من غرب إفريقيا  ليلعبوا دور كلاب الحراسة  وهم في ذاتهم كالوحوش لا يؤمنون إلا منطق القوة و لا أخلاق  لهم ولا واع الديني يقيدهم  ولأنهم اتوا من دون الاسر يريدون أن يلبوا  حاجتهم الاجتماعية عن طريق الاعتداء  علي النساء بالوحشية  الحيوانية. وقد كان الفرق عندما كان هناك حرب بين عرب دارفور وقبيلة الفور استمرت لسنوات لم يحدث أن تم تدوين بلاغا واحدا بأن هناك حالة الاعتداء  علي العرض في كل تاريخ الحرب .ولذلك كل هذه الجرائم  مسؤؤل منها المرتزقة وتشجيع من  الجلابة  في المقام الأول. وهناك حقيقة اخري أن هؤلاء المرتزقة كلهم عانوا  في بلدانهم من الاضطهاد قام  به السود لكونهم اقليات  في تلك البلدان  وان ما يقومون به  ضربا من الانتقام  للأوضاع  التي عاشوها في بلدانهم  بعضهم كانوا بدون الجنسيات وما يجري الآن انتقاما من كل السود.
        اما دور عرب دارفور  في محنة الأقليم   فإنهم  شاركوا  في الحرب بجانب الحكومة بطريقة أو اخري فإن السفهاء منهم قادوا  هؤلاء  الرجرجة  بالرغم من قلة العدد الذين شاركوا  في الحرب بجانب  الحكومة إلا أن  الحكومة سلطت الضوء علي هؤلاء ومنحتهم الرتب القيادية الوهمية  والاموال واعطتهم  مساحة كبيرة في الاعلام  لتصور كما لو ان عرب دارفور يحاربون  بطرفها,  وروجت  مقولة  العرب والرزقة وابتلعتها  الحركات المسلحة حتي باتت كما لو أنها تصنيف  حقيقي لأطراف الحرب في دارفور  وسحبت  الحكومة نفسها من كل الجرائم  التي تمت في الأقليم  مع أنها أغلب الجرائم  تمت علي يد الجيش  لأن وقت المأساة  عام 2003 2004 لم يكن كيان الجنجويد نفسه قد تشكل بحيث تقوم بالعمليات  منفردة.  كما هو معروف  في وقته أن  العمليات العسكرية كانت  ليست بالضرورة أن تكون في مناطق الحرب أو المسلحين  فالحكومة تحدد مجموعة من القري  كاهداف  وتبدا  بالقصف الجوي لساعات عدة وبعدها   ترتكز الجيش في المنطقة وتعمل عدة كمائن  تتوقع الهجوم من التمرد ليقعوا  في الكمائن  المنصوبة وان دور الجنجويد كان يأتي متأخرا ليقتلون الاسري و الجرحي من الرجال ويغتصبون  النساء  وينهبون وهم  يمتطون  الجياد  والجمال و الحكومة تصور  هذه اللحظات  بالدقة وتقوم بتسريب هذه المشاهد بمكر شديد عن طريق السفارات السودانية لكل منظومة العالم  فقط لتؤكد بأن الجرائم كانت  نتائج  حرب قبلية .مع أن  الجيش يصل لمناطق القري المحروقة قبل الجنجويد لأنهم علي السيارات ولأنهم يعلمون  أن هذه القري ليست مناطق العمليات وان الحرق كانت فقط خطة الاستدراج  وما أن انهزم  الجيش وتشكلت المليشيات  بدأت تقوم بما كان تفعله الجيش .
           ثم قامت الحكومة بشكل خبيث جدا  سربت بعض الوثائق  للتجمع العربي وبل زورت  وثائق  إضافية ممعنة في العنصرية  والعدوانية  وسربتها  وسط قبائل غير العربية  لتصور بأن  ما يقوم به عرب الجنجويد كأنه تنفيذ للمخطط  العربي القديم  المعروف بالتجمع العربي وكل القصد من ذلك  جر العرب للحرب بطرفها  بخلق العداء مع القبائل  الافريقية  وسبق أن نجحت الجلابة في تسويق فرية  دولة الزغاوة الكبري لضرب وحدة الأقليم حيالهم . بيد أن عرب دارفور لم يستجيبوا  للمشروع الحكومي إلا عدد قليل جدا وبعض القبائل  العربية لم تشارك  علي الاطلاق  ولا بشخص واحد. نعم لو أن القبائل  العربية  كلها شاركت  في الحرب لكان نطاق الحرب أوسع من هذا بكثير  وبتعقيدات اكثر عمقا مما حدث  .نعم  ان بعضا من اهل دارفور قد  يقولون غير ذلك, ولكن  الحقيقة موقف عرب دارفور  أقرب للحياد  من شركاء الحكومة في الحرب.
          لربما لا يلامون  في هذا الموقف في البداية لأن الحرب التي اندلعت عقب الصراعات  العرقية ولم يستشاروا  فيها بالفعل يستحق التوقف والتمعن  في مالاتها.
      وما كان العرب في دارفور يوما تخلفوا  عن المساهمة في قضايا الأقليم بل كانوا في المقدمة ولكن كان ينبغي عليهم أن يدركوا أن الحرب ما كانت مخططة  واندفعت  كثير من ابناء دارفور وحددوا  وجهتها واكدوا  بأنها موجه ضد الحكومة صراحة . ولكن مع ذلك استمر التردد العربي ,و لأن الحياد كان عمل سلبي في تحديد مصير الأقليم  ورسم ملامح جديدة للسلطة في السودان وهم يعلمون  أن كل السياط  التي تجلد بها أهل دارفور بسبب المأخذ  التاريخية هم المعنيين بها  في المقام الأول .
        نعم أن من بين  أبناء العرب خرجوا من هذا الحياد ولكن الحكومة عبر الاستخبارات  لغمت  الأجواء  وخلقت  جوا من عدم الثقة في تحركات  الأفراد وحتي التقارب بين بعض المجموعات  العربية والحركات الاخري تمت أفسادها لأن اختراق هذه الحركات كانت تتم بسهولة شديدة وفي النهاية  تحولت كل الانتصارات لهذه الحركات  الي الهزائم بسبب الاختراقات.
     الحكومة قدمت بعض الوظائف القيادية  في الدولة لعرب دارفور رغبة منها لبناء حلف عربي جلابي  ضد الزرقة ضد الزرقة وهو المشروع رواده  الصادق المهدي وصلاح قوش,  وان بعض  القيادات العربية مالت لهذا الاتجاه  بالرغم من عدم ثقتهم  بالحكومة  ولكن اقنعوا  أنفسهم  بانهم طالما يوفرون  الحماية للحكومة في امكانهم إملاء  رغباتهم  .ولذلك لم تنجح ثورة الشهيد الزبيدي ولا موقف الجديد لموسي  هلال لأن الأفندية  من أبناء العرب أكثرهم  ميلا لانتهاز الفرصة لتمثيل دارفور عندما غاب الآخرون  نعم ان مواقف هؤلاء الأفندية أكثرها خيبة  تلك التي تتعلق بموقف هلال لانهم لم يعبروا حتي مجرد استيائهم  من تعامل الحكومة  مع موسي هلال وهم يعلمون انه مظلوم ظلم ابني علي  وفوق ذلك  انهم استوزروا  وحكموا بجهد هذا الرجل القابع في السجن فقط لأنه قال تم استهلاكه  وتخلوا عنه وهو صادق في ذلك وهم يعلمون أن قصد حكومة الجلابة تجريد السلاح من يد عرب دارفور ووضعه في يد  المرتزقة لأن ليس بينهم تاريخ مشترك,  وبدلا من الوقوف معه ليس للحرب بجانبه  بل معالجة ما بينه وبين الحكومة أكثر من مبادرات طلب الاستسلام . انه كان في حاجة الي موقف موحد  جاد حيال القضية. اذا فعلوا ذلك لظلوا في مواقعهم وأكثر احتراما ولكن اختاروا  رضا الجلابة  ومن رضي عنه الجلابة  فاض منه الخيابة ووجدوا انفسهم في قارعة الطريق  والبقية تأتي  حتما . بدلا من ذلك كله استمروا  في تنبيه  اهليهم  من ثورة الزرقة مع أن ذلك كان من السهل إدراك انهم ليسوا في مرمي  مدافع  الزرقة يوما من الأيام  لان القوة التي قادها الشهيد  خليل و دخل بها العاصمة مرت علي بعد خطوات من مقر موسي هلال  الذي كان يتزعم كل  العمليات  العسكرية بالنيابة  عن الجيش عندئذ ,  مع ذلك لم يطلقوا ولا قذيفة  واحدة  وبل كان في الإمكان  حرق قري العربية كما تتم لقراهم  ولذلك  التحفظ الدائم للعرب حيال الثورة  كان امرا غير مبرر. 
       كانت هناك فرصة أن يدركوا  أن كل الفتن من صنع  الحكومة ولم تسلم الكيانات  العربية في كردفان ودارفور  حتي في داخلها من هذه  الفتن .وتم رسم بنجاح الضعين مركز الشر  والرزيقات  صناع الفوضي مع ان  هذه المدينة من أكثر المدن علي الاطلاق  انصهارا  واستقبالا للعرقيات  الاخري  هو معني تواجد  هذا العدد الهائل من الأعراق المختلفة من العرب والعجم  ولكن علي مدي العصور دأبت  الجلابة علي صناعة  الفتنة بين الزريقات و الجنوبين  علي خلفية حرب الجنوب وان التوتر في مناطق الحدود في أكثر الاحيان من صناعة الاستخبارات السودانية لجر القبائل  الحدودية  للحرب بطرفها  بصناعة الغبن وحتي مجزرة الضعين   كان بامكان الحكومة منع حدوثها  ولكنها كانت تبغي اكبر درجة من التوتر مع أهل الجنوب لأن الجلابة وقتها قد قرروا فصل الجنوب.
ومن أكبر المأخذ  للقبائل  العربية في دارفور انهم سمحوا للمرتزقة  والقادمين الجدد للاقليم ان  يتحركوا نيابة عنهم و ترتكب  الجرائم  باسمهم ربما ليس من السهل الوقوف أمام الإعلام المضلل للحكومة ولكن لم ترد أي مجهود معتبر عن رفض هذه ادعاءات  سوي مجهود نفر قليل جدا.
الغريب أن بعض القيادات  من عرب دارفور اعتقدت  أن تقرب الحكومة إليهم كان بسبب  عرب الجنجويد  الذين يحرسون  الحكومة.  مع أن ذلك  ليست الحقيقة بل السبب تريد الحكومة استمرارهم في موقف الحياد فقط  ,لان الحكومة تعلم لا علاقة لهم بالجنجويد  الذين لا يفرقون بين الجلابة والبقارة ولذلك عندما حاول البعض رفع الصوت تم ردعهم  بسرعة وبشكل حاسم  وحالة عبدالله  مسار ليس ببعيد وأخيرا عندما تم انحسار الثورة في دارفور استغنت  من خدمات عرب دارفور كليا. وهكذا  أن الفرص السياسية من النادر أن تتكرر فإن فرصة  عرب دارفور كان من المفترض  أن  يقفوا  خلف موسي هلال لأن القوة التي  تنتمي  لحرس  الحدود بقيادة هلال هي  التي يمكن إخضاعها  تحت سيطرة عرب دارفور  فإن هزيمة هلال كانت النهاية لدور عرب دارفور في الحلبة السياسية .
والغريب استخدم  الجلابة عرب دارفور أنفسهم  في تقليم اظافرهم  بانفسهم ونزعوا  أرجل الكراسي التي يجلسون  عليها السيد حسبو النائب الثاني ما كان يعلم قيمة هذه  المعادلات  إلا بعد أن قام بالدور المطلوب منه  في نزع سلاح  الذي كان في يده الذي كان سببه هو نائبا  للريئس ,وما يؤسف حقا خلفه شخصا لا يعرف له حتي ابن العم ناهيك عن القبيلة ولم يطلق حتي الرصاصة واحدة  للدفاع عن النظام . وفوق ذلك خصما لموسي هلال الرمز الأخير  لعرب دارفور في الساحة . أن التشكيلة  الأخيرة للحكومة  لها مدلول واضح  للبقارة وهو شكرا لخدماتكم  .
     ان حصيلة المجهود السياسي لعرب دارفور  باتوا في نظر أهل دارفور  انهم وقفوا أمام طموحات الاقليم  واقلها انهم لم يساهموا وبل شاركوا  في ابادة اهليهم وفي نظر أهل السودان  انهم يوفرون الحماية للنظام الفاشي الذي اذل الشعب السوداني  وزرع البؤس والفقر  وينشرون  الفوضي والزعر ,وبل هم الذين يقومون بقمع وقتل المتظاهرين لأن الحكومة لم تستخدم الاحتياطي  المركزي الجهاز  الذي تم إعداده لمثل هذه الحالات, كما كانت تفعلها  ولا شرطة العاصمة  ولا الجيش الذي مقره في الخرطوم ,بل تستدعي  الجنجويد  من دارفور. وهم في نظر أهل السودان ,عرب دارفور ليقوموا  بالدور القذر وتتباهي  سلطة الجلابة بامتلاكهم قوة لا تتورع في قتل أي شخص والأجهزة الأمن تقوم بأعمال  وسط المواطنين وتنسبها  لهم لتكتمل  الصورة التي تريدها الجلابة لعرب دارفور, بأنهم مصدر الشر والجهل . حتي تقطع الطريق عليهم لأي مستقبل يحلمون به لأن الجلابة يرون لا  يوجد خطرا علي سلطتهم إلا من عرب دارفور  والزغاوة  , وخاصة اذا تعاونا . ولذلك تعاملوا مع كل منهما بالاليات  المناسبة  لتدميرها  للزغاوة كانت الفتن الداخلية وشراء النفوس . وللعرب سوء السمعة  والامل الزائف والموت البطئ .ينطبق فيهم  ما يقال للثعلب الذي يسير خلف الجمل كل يومه في الظن منه أن تقع منه الشفة السفلي للوجبة  المحتملة. وبات الزغاوة والعرب يمتطيان خيولا اعرجا وينتظرون دخول السباق .
ونقولها بكل وضوح أن عرب دارفور  طالما انهم لم يتبرأوا  من الجنجويد وافعالهم  فإنهم يتحملون  علي الأقل المسؤلية الاخلاقية لهذه الجرائم  وليس من الحكمة  السكوت حتي حبل المشنقة, طالما هناك صلة  العنصرية تربطهم مع الجنجويد  وقيادتهم   وان كانوا خارج الحدود من المفترض أن يحدث التفاهم الضروري لمعالجة مسالة استمرار الجلابة في استخدام الجنجويد  بشكل غير انساني من ناحية وتجريم القبائل العربية في دارفور من ناحية اخري واستمراهم  في السلطة  بجهدهم . لأن صورة  عرب دارفور لم تتمح إلا بتحرك  إيجابي  مع ثوار دارفور . أما الجنجويد لقد انجزوا  المهمة المطلوبة منهم  وبل اكثر. فالمطلوب منهم أن يلتفتوا  يمينا وشمالا  لأن أي شخص في السودان الان يعلم أن  التخلص  من الجنجويد لم يبق إلا مسالة الوقت بل مرهون بنهاية التمرد الذي حزم أمره نحو الخرطوم الآن , الجاهل وحده يعتقد أن الخرطوم تحتاج اليهم  بعد ذلك .وليس من الحكمة الانتظار  ذلك الوقت لأن لا أحد يعلم كيف يتم التخلص  منهم وان مصير مجلس الصحوة ليس بعزيز.
الحكومة تري الآن  نزع سلاح الجنجويد  رغبة المجتمع الدولي  .و بدأت تتجسس  علي تحركات حميدتي  وتسرب المداولات التي تتم في الاجتماعات السرية  حتي تلك التي تتم مع اسرته  وبل تسرب معلومات مضللة في رغبة حميدتي  للوصول الي السلطة  , وذلك ضمنيا الإشارة  الي ان عرب دارفور أو غرب  السودان في طريقهم للقصر, ليذكر أهل الشمال بالمتعة  التي لم تغيب من ذاكرتهم  حتي  بعد قتل سبعة الف أسير وجريح في كرري  انتقاما للمتمة حسبما قاله لورد كتشنر أن تلك المجزرة افسدت  انتصارهم  في كرري بسبب  الانتقادات  التي تعرضوا لها من المنظمات الإنسانية  في اوربا.
 ثم ان حادثة الضعين  مع العميد في الجيش تم استخدامها بذكاء  شديد لخلق العداء  مع الجيش لحساب كل  تحرك  من غرب السودان اما علاقة الجنجويد مع القبائل  غير العربية  والحركات  المسلحة ما صنعه الحداد  كما هو معروف . فضلا عن ذلك عملت الحكومة  علي صناعة  الفتنة  والتي هي الاحدث في الزرق بين حميدتي  و الزغاوة حتي تقطع الطريق لأية فرصة  للتفاهم . واجرت  الترتيبات الضرورية للتخلص من الجنجويد  بتطعيم صفوف الجنجويد بعدد أكبر  من غير العرب  تحت القيادات الوسيطة  من أبناء الجلابة تم تحضيرهم  لتفكيك  قوة الجنجويد وان حاجتهم لحميدتي سوف يصبح فقط لتحمل وزر  القمع التي ترتكبها القادة الشمالين  في الدعم السريع و دأبت  السلطة في  تسريب المعلومات عن القوة الخرافية  وعدد ضباط أبناء  المحاميد ورتبهم  المبالغ فيه , تلك الرسالة موجه في الدرجة الأولي الي عرب دارفور  ليطمئنوا بأن  هناك قوة تحسب لهم في النهاية و ياكونوا المستفيد  منها. وهم بهذه الكذبة يحتاجون للزمن  الكافي  حتي يتم اكتمال الترتيبات الضرورية  للتفكيك وإزالة كل خطر محتمل  ان لم يكن قد تم تفكيكها  بالفعل.
      والان لم يبق علي حميدتي  إلا الانتظار يوم استلامه  لجائزة السنمار وهذا اذا طول الله عمره ونجاه  من مصير  شمس الدين بالقطع لا ينجو  من مصير بيويوكوان.  عندها تنقطع كل الأمل لعرب دارفور فرصة القول بأن الجنجويد  ليسوا  مننا . ولذلك يتطلب قوله الآن أو تحمل معهم كل  التبعات للابد مثل المتمة  التي باتت حاضرا في العقل السياسي لأكثر من القرن ولربما لقرن آخر  أو كما يقال  اذا  اردت أكل الرأس  لا معني الخوف من العيون . فليس من الحكمة  ان تتوظف علي حسابهم  وتتفرج علي مصيبتهم يوم يؤكلون . اما موقف حميدتي  ليس سوي تكرار لموقف موسي هلال  الذي بدأ ينتر  للعام الثاني علي التوالي الي ان تم تجريد كل القوة التي كانت  في يده  و تم تكوين  قوة اخري امامه  ويتم القبض بها  كل تلك المشاهد أمام عينيه .كما يقوله حميدتي مثل الديك المبلول . فإن عامل الزمن والقرار الحاسم  لا غني عنها اذا كانت هناك ترتيبات عسكرية محتملة لادني  الاحتمالات  والعمل العسكري الشئ الوحيد  لا يصلح التلويح  به.
اما المطلوب وضع ما تبقت من القوة  في يد عرب دارفور و التعاون مع الاخرين وإحياء  كيان الغرب واستعادة دولة الخليفة  لرسم ملامح جديدة للدولة السودانية  خالية من العمالة عبر النظام الديموقراطي  الذي يحقق  الكرامة لكل  الشعوب السودانية .
 فان بيع ابناء  الغرب بمن فيهم القصر للعرب  ويرسلون  ابنائهم. للجامعات الأوربية والأمريكية  ويستلمون الثمن علنا لتسير حكومتهم المنهارة وبعدها يصفونهم  بالمرتزقة  بالفم المليان  ستكون  وصمة عار  علي جبين كل أبناء  الغرب في الحكومة وخارجها  وان ذلك يدحض فكرة التحالف العربي  الاستراتيجي  ضد الزرقة بل الجاري تحالف ضد عرب دارفور لان ليس هناك المصيبة أكبر من بيع الابناء, نعم ان عدد قليل من الأعراق الاخري في حرب اليمن ولكن جلهم من عرب دارفور  وبعضهم حتي لم يبلغوا الحلم.
فالجنجويد لا يعرفون الجلابة  بالحق ان كل جرائمهم موثقة  بالصوت والصورة وحتي حالات الاغتصابات والقتل ,  لتتم  استخدامها  عندما يحتاجون إليها  وحتي الذين اتوا  بهم من غرب إفريقيا تم التوثيق عندهم البلدان التي اتوا منها و  حتي الذين اتوا  لوحدهم كان يلزموهم  اثبات  هوياتهم السابقة  حتي لا ياتي  اليوم الذي  يدعوا أنهم سودانيون و يضيفوا  علي الكيل بعير
     ولذلك  في حالة تغيير النظام او الاختلاف معهم  او العصيان لم يبق أمامهم الكثير سوي الفرار بما خف وزنه  وغلا ثمنه ما فاض منهم السجون  والمشانق  ومخطئ من يعتقد منهم أن السلاح الذي في يدهم سوف يكون لهم عاصما عندما يكون العالم  كله ضدهم والحكومة والطيران واهل دارفور الذين طال  انتظارهم لهذا اليوم وتنتهي ضيافة عرب دارفور  أين المفر؟ وبل قل يوم الحشر.

اعلان

إعلانك هنا